بعد تصريحات نتنياهو.. هل تشن إسرائيل عدوانا على رفح في رمضان ؟
مع انهيار محادثات الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل، والتي استغرقت أسابيع عديدة قبل شهر رمضان، تحولت الأنظار إلى مدينة رفح المتاخمة للحدود المصرية، وسط تهديدات إسرائيلية بشن عملية عسكرية، يقابلها تحذيرات مصرية من خطوة تل أبيب التي تمثل خط أحمر بالنسبة للقاهرة.
ويتعرض قطاع غزة لعدوان إسرائيلي غاشم منذ السابع من أكتوبر الماضي، تسبب في استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بعدما شنت المقاومة الفلسطينية هجوما على مستوطنات غلاف غزة أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي وأسر حوالي 250 آخرين.
وبين الحين والآخر يخرج مسئول إسرائيلي للإعلان بأن العملية العسكرية في مدينة رفح لا مفر منها، بزعم ملاحقة قيادات حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، نشرت تقريرا أمس الأربعاء أوضحت فيه أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أبلغ رئيس الوزراء الهولندي مارك روتة بأن دخول الجيش الإسرائيلي مدينة رفح الفلسطينية ضروري لتحقيق أهداف الحرب.
وفي أعقاب تصريحات نتنياهو، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن جيش الاحتلال سيصل قريباً إلى كل مكان في قطاع غزة، في تلميح على ما يبدو إلى عملية عسكرية في مدينة رفح بجنوب القطاع التي نزح إليها معظم السكان.
وأضاف جالانت في مقطع فيديو نشره بعدما تفقد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة "أولئك الذين يعتقدون أننا نؤجل سيرون قريباً أننا سنصل إلى كل مكان".
وردا على تصريحات نتنياهو، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الأربعاء، أن مخطط إسرائيل لشن عملية عسكرية في رفح يهدد حياة أكثر من 1.5 مليون نازح لجأوا إلى المنطقة.
وشدد الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الهولندي في القاهرة على "حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وإنهاء إسرائيل لأعمالها العدائية"، وقال إن ما تمارسه إسرائيل تجاه المدنيين في غزة يمثل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي.
وفي السياق نفسه، كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت موقف دولة الاحتلال بشأن العملية العسكرية في رفح، مؤكدا أنها ضرورية للقضاء على حركة حماس.
وقال بينيت في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" اليوم الخميس: "يدرك كل إسرائيلي تقريباً أنه يتعين علينا الاستيلاء على رفح إذا أردنا رحيل حماس، وإذا لم ندمرهم بالكامل فسوف يعيدون تشكيل أنفسهم".
وأوضح أن المليون مدني الذين يحتمون بالمدينة الجنوبية يمكن نقلهم إلى المنطقة الواقعة شمال خان يونس".
وعلى مدار الأسابيع الماضية استضافت القاهرة مفاوضات الهدنة بين حركة حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن كل الجهود باءت بالفشل على الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أسبوعين أن الهدنة ستبدأ قبل أسبوع من شهر رمضان.
وفي هذا السياق، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، الأحد الماضي، أن الحركة وضعت ضوابط، خلال مفاوضات التوصل لصفقة مع إسرائيل، من بينها إنهاء الحرب، وقطع الطريق على مخطط اليوم التالي للحرب في قطاع غزة.
وسرد "هنية" شروط حماس خلال المفاوضات وهي "وقف إطلاق النار الشامل، وانسحاب إسرائيل الكامل، وعودة النازحين" كاشفا عن أن تل أبيب "تتهرب من إعطاء ضمانات واضحة، خصوصاً في وقف إطلاق النار"، حيث تتحدث عن إعادة انتشار وتموضع لجيش الاحتلال في غزة، لا عن انسحاب"، مضيفاً أن إسرائيل "تؤكد في المفاوضات بقاءها في محور يشطر القطاع إلى نصفين".