دور العملات الرقمية المشفرة في تمويل الإرهاب
تعد العملات الرقمية المشفرة، مثل البيتكوين والإيثريوم، تقنية جديدة نسبيًا تُقدم العديد من الفوائد، مثل السرعة والأمان وسهولة الاستخدام.
وتعتبر العملات الرقمية المشفرة أداة قوية يمكن استخدامها في تمويل الإرهاب، وتعمل الدول والمجتمع الدولي على تطوير جهود لمكافحة هذه الظاهرة، لا تزال هناك تحديات كبيرة يجب معالجتها، مثل اللامركزية والسرية التي توفرها العملات الرقمية.
تُستخدم العملات الرقمية المشفرة بشكل متزايد من قبل الجماعات الإرهابية لتمويل أنشطتها، وذلك لعدة أسباب:
1. اللامركزية:
تتميز العملات الرقمية بكونها لامركزية، أي لا تخضع لسيطرة أي سلطة حكومية أو مالية.
2. السرية:
توفر العملات الرقمية بعض الخصوصية للمستخدمين، حيث لا يتم الكشف عن هوياتهم بشكل دائم.
3. سهولة التحويل:
يمكن تحويل العملات الرقمية بسرعة وسهولة عبر الإنترنت، مما يجعلها أداة مناسبة لتحويل الأموال بشكل غير قانوني.
4. صعوبة التتبع:
يمكن أن يكون تتبع المعاملات التي تتم باستخدام العملات الرقمية صعبًا، مما يجعل من الصعب على السلطات تتبع تمويل الأنشطة الإرهابية.
طرق استخدام العملات الرقمية في تمويل الإرهاب
جمع التبرعات:
يمكن للمنظمات الإرهابية استخدام العملات الرقمية لجمع التبرعات من مؤيديها دون الكشف عن هوياتهم.
تمويل العمليات:
يمكن للمنظمات الإرهابية استخدام العملات الرقمية لشراء الأسلحة والمواد اللازمة لتنفيذ هجماتها.
دفع رواتب المقاتلين:
يمكن للمنظمات الإرهابية استخدام العملات الرقمية لدفع رواتب مقاتليها.
غسل الأموال:
يمكن للمنظمات الإرهابية استخدام العملات الرقمية لغسل الأموال التي حصلت عليها بشكل غير قانوني.
جهود مكافحة تمويل الإرهاب باستخدام العملات الرقمية:
التعاون الدولي:
تعمل الدول على التعاون مع بعضها البعض لتطوير قوانين وتشريعات لمكافحة تمويل الإرهاب باستخدام العملات الرقمية.
التقنيات الجديدة
تُطور شركات التكنولوجيا أدوات جديدة لتتبع المعاملات التي تتم باستخدام العملات الرقمية، مما سيساعد السلطات على تتبع تمويل الأنشطة الإرهابية.
أجرت مؤسسة "راند" الأمريكية دراسة حول إمكانية اعتماد الجماعات الإرهابية على العملات المشفرة بشكل أكبر، نظرًا لاحتياجاتها ومزايا تقنيات العملات الرقمية وعيوبها. تعتبر "راند" أن هذا البحث يجب أن يكون محل اهتمام لجميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك صناع السياسات والأشخاص الذين ينشطون في عالم العملات الرقمية.
تم إجراء الدراسة في مركز سياسات الأمن والدفاع الدولي التابع لشعبة بحوث الأمن القومي في راند NSRD. تتخصص هذه الشعبة في إجراء دراسات وتحليلات لعدد من الوزارات والهيئات الأمنية الأمريكية والأجنبية.
تشير الدراسة إلى أهمية تتبع تدفق الأموال في حسابات البنوك ومنع المعاملات المالية التي يمكن أن تدعم الأنشطة الإرهابية. ومع ذلك، يوجد خوف من أن الجهود الرامية للحد من الوصول إلى العملات الورقية قد تؤدي إلى زيادة استخدام العملات الرقمية المشفرة مثل "البيتكوين" من قبل المنظمات الإرهابية.
بحسب "راند"، فإن "البيتكوين" هي بروتوكول لتخزين ونقل العملات الافتراضية بشكل آمن، وهي تعتمد على تقنية "بلوكشين" التي يتم تأمينها عبر شبكة نظير إلى نظير. تقوم هذه الشبكة بتتبع المعاملات على شبكة الإنترنت وتحافظ على سجل كامل للمعاملات التي تم التحقق منها.