مسجد نور الحميدية.. تحفة تركية على أراضي جنوب أفريقيا
يقع مسجد نور الحميدية في شارع لونغ في كيب تاون بجنوب إفريقيا. بني عام 1884 وهو أقدم مسجد في كيب تاون.
تم بناء المسجد من قبل الجالية المسلمة الماليزية في كيب تاون ، وسُمي على اسم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني. المبنى عبارة عن مزيج من الطراز المعماري العثماني والملوي ، مع مئذنة طويلة وقبة بيضاء.
مكونات مسجد نور الحميدية
المسجد عبارة عن مبنى ذي طابقين بتصميم انتقائي يجمع بين العناصر المعمارية العثمانية والهولندية. الواجهة مصنوعة من الحجر الرملي ولها مدخل مقوس كبير ونوافذ مستطيلة. يزين الجزء العلوي من المسجد مئذنة مثمنة الأضلاع.
الداخل من المسجد واسع ومشرق ، مع قاعة صلاة كبيرة وصالة و مكتبة. تم تزيين القاعة الرئيسية بثريات وزخارف هندسية.
مسجد نور الحميدية مكان عبادة المسلمين في كيب تاون
مسجد نور الحميدية هو مكان عبادة هام للمسلمين في كيب تاون. إنه أيضًا مركز ثقافي ومجتمعي ، ويستضيف مجموعة متنوعة من الأحداث والأنشطة على مدار العام.
يعكس اسم "نور الحميدية" مشاعر الحب والتقدير التي تكنّها الجالية المسلمة في جنوب إفريقيا للخلافة العثمانية وللسلطان عبد الحميد الثاني. وتؤكد الوثائق الموجودة في الأرشيف العثماني على دور الدولة العثماني كحامية للمسلمين في جنوب إفريقيا ضد القوى الاستعمارية.
استقبل مسجد نور الحميدية على مدار تاريخه العديد من الشخصيات الهامة من العهد العثماني، مما يدل على أهميته كمركز ثقافي وديني. كما لعب المسجد دورًا هامًا في جمع التبرعات لمشروع سكة حديد الحجاز، الذي ربط بين دمشق والمدينة المنورة.
يُعدّ وجود مسجد نور الحميدية حتى اليوم في إحدى كبرى مدن جنوب إفريقيا دليلاً على اهتمام إفريقيا بالحفاظ على الميراث العثماني. ويُظهر المسجد حرص الجالية المسلمة على إبقاء ذكرى الدولة العثمانية حية في ذاكرة الأجيال القادمة.
يُمثل مسجد نور الحميدية رمزًا للعلاقات التاريخية العميقة بين الدولة العثمانية وجنوب إفريقيا. ويُعدّ المسجد شاهدًا على دور الدولة العثماني في دعم الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم.
يُنسب الفضل في بناء مسجد نور الحميدية إلى القاضي والفقيه التركي أبو بكر أفندي، الذي أرسله السلطان العثماني عبد العزيز خان إلى جنوب إفريقيا عام 1863.
كان هدف أبو بكر أفندي من هذه المهمة هو حلّ القضايا الفقهية للمسلمين وتعليمهم شعائر دينهم. و خلال فترة وجوده في جنوب إفريقيا، قام أبو بكر أفندي ببناء العديد من المساجد والمدارس، وكان من أهمها مسجد نور الحميدية.
شارك السلطان عبد الحميد الثاني في تمويل بناء مسجد نور الحميدية، مما يدل على اهتمامه بدعم الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم.
ترك أبو بكر أفندي إرثًا كبيرًا في جنوب إفريقيا، يشمل المساجد والمدارس، بالإضافة إلى موروثاته التعليمية التي حفظها عنه طلابه.