مرصد الأزهر يحذر من بدء العد التنازلي لاجتياح رفح
أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب، أن الاحتلال شرع بالفعل منذ أيام في تنفيذ عمليته العسكرية ضد مدينة رفح الفلسطينية، وظهر ذلك في قيام المدفعية الصهيونية بتكثيف قصفها على المنطقة الشرقية للمدينة، وهو النهج العسكري الذي بدأ الاحتلال في اتباعه حيث قسم عمليته إلى مراحل بدأها باستهداف المخيمات لإخلائها من السكان وتنفيذ ما أطلق عليه "عملية تطهير من عناصر المقاومة" ليتمكن بعد ذلك من "عكس" العملية العسكرية ودفع سكان رفح للذهاب إلى هذه المناطق وغيرها.
وأشار إلى أنه على الرغم من عدم نجاح الاحتلال في عملية التطهير أو استعادة أسراه من يد المقاومة كما هو محدد في قائمة أهدافه إلا أن تسريع ضرباته لمناطق في رفح وقيامه بشراء ٤٠ ألف خيمة ونصب البعض منها في مدينة خان يونس بعد تسوية معظم مبانيها بالأرض يؤكد بدء العد العكسي لتنفيذ الاجتياح العسكري البري لرفح ومحاصرة السكان وتقييد تحركاتهم واستبدال تواجدهم في كثير من مناطق القطاع بمستوطنين، الأمر الذي سبق أن أشرنا إليه في تحليلاتنا السابقة عن قيام شركات عقارية بالإعلان عن مشاريع بناء داخل قطاع غزة لتسكين المستوطنين وإنهاء فك الارتباط.
وجدد مرصد الأزهر تحذيره من مغبة أقدام الاحتلال على اجتياح رفح حيث يتواجد أكثر من مليون فلسطيني، إذ ستصبح فاتورة الدم هذه المرة مرتفعة لاكتظاظ المنطقة الحدودية وعدم وجود فرص معيشية مناسبة للانتقال إلى مناطق أخرى بالقطاع بعد تدمير نحو ٧٠٪ من البنية التحتية للقطاع وانهيار المنظومة الصحية والغذائية.
جاء ذلك تعليقا على مرور ٢٠٠ يوم على حرب الإبادة والتجويع التي يشنها الكيان الصـهيوني ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، واستمرار الأوضاع على ما هي عليه دون تحرك دولي جاد لوضع حد لهذه الحرب الممنهجة التي تهدف إلى اجتثاث الجذور الفلسطينية الأصيلة من الأرض واستبدالها بفروع صناعية هشة رمتها منذ نحو ٧٥ عامًا السفن الأمريكية والأوروبية على شواطئ وموانئ دولة فلسطين الحرة، لتبدأ منذ ذلك الوقت معاناة شعب فلسطين من عدوان واحتلال لم يتورع عن ارتكاب أبشع الفظائع لترهيب السكان ودفعهم للرحيل عن أرضهم ومنازلهم باعتراف قادته الصهاينة المتطرفون.
واليوم في القرن الواحد والعشرين -ذلك العصر الذي وصف بأنه عصر الحريات والحقوق الإنسانية- أصبح المواطن الفلسطيني يواجه القتل والتعذيب والاختفاء القسرى والدفن حيًا وقطع أطرافه إلى غير ذلك من صور تنكيل يجرمها قوانين عصر الحريات والحقوق "المزيف".