استراتيجية المفارز.. الطريقة التكتيكية لتنظيم داعش في تحقيق أهدافه العسكرية
اعتمد تنظيم داعش الإرهابي، على استراتيجية المفارز، كأحد أساليبه الرئيسية لتحقيق أهدافه العسكرية والسياسية، حيث تعتمد هذه الاستراتيجية على تشكيل مجموعات صغيرة ومرنة من المقاتلين، والتي تنفذ عمليات هجومية سريعة ومفاجئة ضد الأهداف المدنية والعسكرية.
تعتمد المفارز على التكتيكات السريعة والمرونة في التحرك والهجوم، مما يمكنها من تنفيذ عمليات فجائية وغير متوقعة، تستهدف المفارز بشكل رئيسي الأهداف المدنية مثل المدن والبلدات والأحياء السكنية، بهدف ترويع السكان المدنيين وتقويض الاستقرار السياسي.
تعمد المفارز إلى إثارة الذعر والفزع بين السكان المحليين من خلال تنفيذ هجمات عنيفة وغير متوقعة، يخضع أفراد المفارز لتدريب عسكري مكثف وتأهيل نفسي لزيادة فعالية عملياتهم وتحسين قدرتهم على التكيف مع المواقف المختلفة، ويسعى تنظيم داعش إلى الاستفادة الكبيرة من الوسائل الإعلامية لنشر الرعب وتكريس الانطباع بالقوة والفوز، مما يؤدي إلى تعزيز الانتماء وجذب المزيد من الأتباع.
على الرغم من فعالية استراتيجية المفارز في بعض الأحيان في تحقيق أهداف تنظيم داعش، إلا أنها أثارت انتقادات دولية شديدة بسبب ارتكابها جرائم حرب وانتهاكات حقوق الإنسان بشكل متكرر.
على خطى التنظيم الأم
أعلن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، متابعة ما بَثُّته ما يُعرف بـ (المكتب الإعلامي لولاية الصومال، التابع لديوان الإعلام المركزي الداعشي، بعنوان "الله ولي المؤمنين" والذي يتضح منه أن تنظيم داعش فرع الصومال قرر الاستفادة من استراتيجية "المفارز الأمنية"
وأوضح المرصد في بيان له، اليوم، أن هذه الاستراتيجية تساعد على الاستمرار في العمليات، بعد خسائر التنظيم الإرهابي المادية والمعنوية في الآونة الأخيرة. وتقوم على تنفيذ عمليات اغتيال ضد أفراد الجيش، والشرطة، والمخابرات الصومالية في وضح النهار، وتدمير آلياتٍ، وعتاد عسكري بعبوات ناسفة أمام المارة.
وأشار إلى أن الإصدار بدأ بجزء من الآية (68) من سورة آل عمران، وفيه: ﴿إِنَّ أَوۡلَى ٱلنَّاسِ بِإِبۡرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِيُّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۗ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾، دون تكملة لِيكون عنوانًا للمقطع المصوَّر. تلاها عرض مشاهدَ من معركة "جبل الشهداء" ضد أحد القوات الأمريكية، والبونتلاندية في جبال "عل مسكاد" شمال شرقي الصومال، تخلل تلك المشاهد كلمة بصوت "أبي حمزة القرشي"، يشيد فيها بالعمليات والتأكيد على مواصلة الجهود.
واختتم الإصدار بعرض جانب من مهام «المفارز الأمنية» داخل بعض المدن مثل "مقديشو"، "كاران"، "ودجر"، "أفجوي"، وغيرها شملت اغتيال بعض القيادات البارزة في الجيش، والشرطة، واستهداف دوريات للجيش، والشرطة بعبوات ناسفة، وتدمير بعض نقاط التفتيش الأمنية بمن فيها. كما شملت تفجير عبوة ناسفة على رتل للتحالف الإفريقي على طريق "مقديشو – أفجوي". ويلاحظ من خلال المقطع المصور أن عمل خلايا «المفارز الأمنية» يعتمد على التجسس، والاختباء وسط المواطنين، ثم الإغارة، مع إعمال السرعة، وذلك يعتمد على القدرة المعنوية؛ لأن الهجمات يتم تنفيذها في مناطق حيوية باستخدام العبوات الناسفة، والأسلحة الكاتمة للصوت؛ لمضاعفة الخسائر دون عناء كبير.
ورأى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن "ولاية الصومال" تسير على خُطى تنظيم «داعش» الأم، في اعتمادها على تكتيك ما يُسمَّى بـ«المفارز الأمنية»، وتهدف من وراء ذلك إلى تخفيف الضغط عن مقاتليها بعد تلقيهم ضربات موجعة، وإعادة بناء قوات التنظيم معنويًّا وماديًّا، وخلخلة صفوف قوات الجيش والشرطة في المناطق التي تعمل فيها؛ لتنهار معنويات المقاتلين ضد التنظيم الإرهابي، من ناحية أخرى تحاول كسب التأييد الشعبي والذي يمكِّنها من جذب مقاتلين جدد للانضمام في صفوفها عِوضًا عمن فقدتهم في المعارك السابقة.