لماذا تنتشر «الإسلاموفوبيا» في أوروبا؟ دراسة «اتحاد العالم الإسلامي» تكشف الأسباب
صعود أحزاب اليمين المُتطرِّف في أوروبا سببًا من أسباب اتساع نطاق ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا.. هذا ما رصده الجزء الأول من دراسة حصرية لموقع «اتحاد العالم الإسلامي» عن ظاهرة «الإسلاموفوبيا» في أوروبا وأمريكا.
وتطرَّقت الدراسة إلى أنَّ الخصائص المشتركة لأحزاب اليمين المُتطرف في أوروبا، تُثبت أن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" يتسع نطاقها في الفترة الأخيرة، نتيجة صعود هذه الأحزاب وتمتعها بشعبية داخل الغرب بوجهٍ عامٍ، وتأكيد برامجها ودعايتها السياسية على العداء للأجانب، ورفض المهاجرين والأقليات ورفض التعددية الثقافية، والدفاع عن هوية إثنو- وطنية، وعن تقاليد القومية التاريخية، والدعوة إلى الحد من الهجرة.
مناقشات واسعة عن أسلمة أوروبا
وبناءً على ذلك، أوضحت الدراسة أن مفهوم "أسلمة أوروبا" حظي بنقاشٍ واسعٍ في الأوساط اليمينية في الغرب، وهو يعني أن المسلمين الذين يمثلون حضارة دونية يحصلون على مزيدٍ من التغلغل والنفوذ، بما يكفي لتشكيل تهديد حقيقي للهوية الأوروبية، في حين يعتمد الفكر اليميني المُتطرف على فكرة "الاستعلائية" بين دعاته على أنهم أرفع وأفضل من نظرائهم المسلمين، وأن الهوية الأوروبية محل تهديد من قبل أولئك الأقل شأنًا.
وأشارت إلى أن سمة خلطًا، ربما يكون متعمدًا من بعض الجهات بين المسلمين غير المسيسين وجماعات الإسلام السياسي، فعلى الرغم من أن بعض التعريفات تشير إلى أن الخوف والذعر المذكور من الإسلام والمسلمين، تسببت فيهما بشكل رئيسي جماعات الإسلام السياسي التي تغلغلت في أوروبا في الثمانين عامًا الأخيرة، وزادت أعدادهم بشكل كبير بعد أحداث الربيع العربي، فتم بناءً عليه تعميم حالة الخوف من الإسلام السياسي ومشروعه وعناصره إلى جميع المسلمين غير المسيسين، فتفاقمت بالتالي حالة "الإسلاموفوبيا" التي ساعد في تأزمها خطاب اليمين المُتطرف الذي يتقاسم مع الجماعات الإسلامية ذات النظرة الاستعلائية الإقصائية لخدمة أهداف حزبية.
ولفتت إلى أن تلك الأمور تُعزِّز من تعريف "الإسلاموفوبيا" في قاموس أكسفورد، الذي يعني "الخوف المرضي من الإسلام بخاصة كقوة سياسية".
الخطر الحقيقي من تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا
وأوضحت أن الخطر الحقيقي من تزايد الظاهرة وتأثيراتها يكمن في استمرار جماعات الإسلام السياسي في نشاطها والإعلان عن نفسها داخل أوروبا، برصد مواقع ومراكز دراسات تابعة لتلك الجماعات، إذ تسهم بشكل رئيسي في تفاقم الظاهرة باستخدام مصطلحات، خاصة بأدبيات تلك الجماعات التي تعزز الانعزالية وكراهية الآخر ورفض التعايش مع الثقافات المختلفة.