الاحتجاجات الطلابية.. طلاب جامعة هارفارد يفضون خيمهم
أعلنت مجموعة من طلاب جامعة هارفارد عن نيتهم إنهاء احتجاجهم المؤيد للفلسطينيين بشكل سلمي، بعد موافقة الجامعة على مناقشة استثمارات وقفها المالي مع المحتجين والبدء في إعادة النظر في وقف بعض الطلاب عن الدراسة.
وتدير جامعة هارفارد أكبر وقف أكاديمي في العالم، والذي يبلغ حوالي 50 مليار دولار، وتستثمر جانباً منه في صناديق وشركات، بعضها له علاقة بإسرائيل، مما يولِّد أرباحاً.
وأعلنت مجموعة تسمى "هارفارد خارج فلسطين المحتلة" التي دعت الجامعة إلى سحب استثماراتها من الشركات ذات الصلة بإسرائيل عن فكك المخيم الذي استمر لمدة 3 أسابيع، مؤكدة على استمرار النضال بوسائل أخرى. يرى الائتلاف أن المناقشات حول الاستثمارات لا تعني سحبها بالكامل، ويتعهد بمواصلة الضغط.
تسبب المخيم في انقسام في أوساط الجامعة، حيث اعتبر بعض الخريجين الأثرياء الاحتجاجات معادية للسامية ومتعارضة مع القيم الغربية، بينما وقَّع آخرون على رسائل تدعم المتظاهرين. الجامعات في الولايات المتحدة اتخذت أساليب مختلفة في التعامل مع هذه التحركات، بعضها استدعى قوات الأمن، بينما سمح البعض الآخر بالاحتجاجات دون تدخل.
قررت جامعة هارفارد بدء عملية إعادة النظر في قرار وقف الدراسة لـ 22 طالباً وتسريع بحث حالات أكثر من 60 طالباً يواجهون اتهامات إدارية بسبب مشاركتهم في المخيم.
خلال الأسابيع الأخيرة، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجات طلابية واسعة النطاق نتيجة للحرب في غزة، وقامت الشرطة بإزالة عدة مخيمات احتجاجية في مناطق مختلفة، وغالبًا ما جاء ذلك بعد مواجهات بين المحتجين والمعارضين لهم، وبعض الجامعات وافقت على مطالب المحتجين، مما أدى إلى إزالة خيام المحتجين في بعض الأحيان، بينما استمرت الاحتجاجات في بعض المناطق الأخرى.
أصدر الطلاب في الجامعات التي شهدت احتجاجات دعوات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة وشركات أخرى تستفيد من الحرب، كما دعوا إلى العفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو الطرد بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات.
هذه الاحتجاجات الطلابية تعبر عن رفض الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، التي بدأت بعد هجوم نفذته حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، وهو الهجوم الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص، وفي المقابل، تفيد السلطات الصحية في غزة أن الرد العسكري الإسرائيلي أدى إلى مقتل أكثر من 34 ألف شخص.
وتجذب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات طلابًا وأعضاء هيئة تدريس من خلفيات متنوعة، بما في ذلك من الديانتين الإسلامية واليهودية. ومن بين المجموعات التي تقود هذه الاحتجاجات "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام".
تتضمن المخيمات التي أنشئت خلال الاحتجاجات فعاليات مختلفة، مثل صلوات بين الأديان وعروضًا موسيقية، إلى جانب برامج تدريس متنوعة.
رغم أن المنظمين ينفون مسؤوليتهم عن أي عنف ضد المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل، إلا أن بعض الطلاب اليهود أبدوا شعورهم بعدم الأمان في الحرم الجامعي، وعبّروا عن قلقهم من بعض الهتافات التي يرونها معادية للسامية.
كما تشير إدارات الجامعات وبعض قادة المدن إلى أن نشطاء من خارج الحرم الجامعي قد شاركوا في الاحتجاجات أو قاموا بتنظيمها.