الشيخ أحمد تركي يكتب عن سورة الإنسان

كثيراً ما تفكرت فى مقصود الله تعالى من تسمية سورة الإنسان بهذا الاسم؟

خاصة أنه بدأها بتذكرة الإنسان أنه مركب من القوة والضعف والله تعالى هو من خلق الضعف والقوة فى الإنسان.

قال تعالى : (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا.) سورة الإنسان 1،2

واختتمها ببيان سبب هذه التذكرة، قال تعالى : "إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما" الإنسان 29-31.

و حيث يعيش المرء حالات من الضعف الإنسانى يظن الكثير من الناس ، أن الأنبياء لا يحزنون ، وأن الشجاع لا يخاف ولا يحب الحياة ، وأن الكريم لا يعرف قيمة المال ؟
والحقيقة عكس ذلك ،،،،
فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم الإنسان : كان شجاعاً رغم أنه استشعر الخوف وسيطر عليه ،،،
وصبر على موت أبنائه وحزن عليهم وبكى لفراقهم وتغلب على حزنه ،،،
وكان أجود من الريح المرسلة وتصدق بما يملك ، وفى نفس الوقت كان أباً وزوجاً صالحاً ،،،

#المهم أيها الإنسان :

لا تتكبر بقوتك ، ولا تغتر بمالك ، ولا تتعالى بما تملك ، ولا تيأس عند ضعفك ، ولا تبتعد عن الله فى سرائك وضرائك.
وعش إنسانيتك بضعفك وقوتك فى حدود مرضاة الله تكن صالحاً مصلحاً ،،،

ويتحدث ربنا فى هذه السورة عن الأبرار وجزائهم يوم القيامة وصفاتهم فى الدنيا وملامحهم فيقول :

"إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ يَشۡرَبُونَ مِن كَأۡسٖ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا (6) يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا (7) وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا (10) فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا (11) وَجَزَىٰهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةٗ وَحَرِيرٗا (12) مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۖ لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا وَلَا زَمۡهَرِيرٗا (13) وَدَانِيَةً عَلَيۡهِمۡ ظِلَٰلُهَا وَذُلِّلَتۡ قُطُوفُهَا تَذۡلِيلٗا (14) وَيُطَافُ عَلَيۡهِم بِـَٔانِيَةٖ مِّن فِضَّةٖ وَأَكۡوَابٖ كَانَتۡ قَوَارِيرَا۠ (15) قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا (16) وَيُسۡقَوۡنَ فِيهَا كَأۡسٗا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا (17) عَيۡنٗا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلۡسَبِيلٗا (18) ۞وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيۡتَهُمۡ حَسِبۡتَهُمۡ لُؤۡلُؤٗا مَّنثُورٗا (19) وَإِذَا رَأَيۡتَ ثَمَّ رَأَيۡتَ نَعِيمٗا وَمُلۡكٗا كَبِيرًا (20) عَٰلِيَهُمۡ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضۡرٞ وَإِسۡتَبۡرَقٞۖ وَحُلُّوٓاْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٖ وَسَقَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ شَرَابٗا طَهُورًا (21) إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمۡ جَزَآءٗ وَكَانَ سَعۡيُكُم مَّشۡكُورًا (22)" سورة الإنسان.

اللهم اجعلنا منهم.
الشيخ أحمد تركى