هل يجوز قول كلام جميل من الخطيب لمخطوبته؟.. اعرف الإجابة
هل يجوز قول كلام جميل من الخطيب لمخطوبته؟.. سؤال يدور في أذهان الكثيرين ولهذا تصدر مواقع التواصل الاجتماعي عقب إرسال أحد الأشخاص لمعرفة حكم الشرع في هذا السؤال.
وعلى الفور أجابت دار الإفتاء المصرية قائلة: « الخِطبة مجرد وعد بالزواج يمكن لأحد الطرفين فسخه متى شاء، حتى إن الخاطب له أن يستردَّ الشبْكة من مخطوبته إذا أراد ذلك ولو كان الفسخ من جهته؛ لأنها جزء من المهر الذي يُستحق نصفه بالعقد ويُستحق كله بالدخول».
وأضافت أن مخالطة الرجال للنساء والحديث معهنَّ مشروع من حيث أصله، ولا مانع شرعًا من حديث الرجل مع المرأة بغرض التعرف عليها للتقدم لخطبتها فيما بعد، وذلك متى روعيت القيود والضوابط الآتية: أن يغضَّ كِلَا الجنسين بصره عن المنهيات الشرعية، وألَّا يكون الكلام بينهما من باب الخضوع بالقول، وألَّا يحصل بينهما خلوة محرمة.
هل يجوز قول كلام جميل من الخطيب لمخطوبته؟
وأشارت إلى أن الخاطب والمخطوبة أجنبيان عن بعضهما، وبقدر ما تكون البنت أصْوَنَ لنفسها وأحرص على عِفَّتِها وشَرَفِها وأبعد عن الخضوع والتكسُّرِ في كلامها وحديثها، بقدر ما تعلو مكانتها ويعظم قدرها عند من يراها ويسمعها وتزداد سعادتها في زواجها، ومن تَعَجَّلَ الشيء قبل أوانه عُوقِب بحرمانه، لافتة إلى أن الخِطبةُ من مقدِّمات الزَّواج، ومن قبيل الوعد به ما لم يتم عقد الزواج بشروطه وأركانه الشرعية.
كما اتفق أهل العلم أن أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته حتى يعقد له عليها، فلا يجوز له الحديث معها إلا للحاجة ومع مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك من عدم الخلوة والخضوع بالقول ونحو ذلك، فلا حق لك شرعا إذن أن تعبر لها عن مشاعر حبك لها ولا أن تتعرف على مدى مشاعرها تجاهك أو أن تذكر لها شيئا من عبارات الحب والغرام أو المديح والإطراء، ولو كان ذلك بقصد ترغيبها في الزواج، سدا لأبواب الفتنة، وحذرا من مكائد الشيطان، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر { النور:21 }.
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم وحث المتحابين على الزواج، ففي سنن ابن ماجه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله علي وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
وينبغي أن تعجل إلى إتمام هذا الزواج ما دمت تخشى على نفسك الفتنة، ولا بأس بأن تخبرها ـ مع الضوابط السابقة ـ بأنك ترغب في تعجيل الزواج، وقد يكون الأولى أن تطرح الأمر على وليها، أو بوجودها معكما، فإن أصرت على تأجيله، وكانت رغبتك التعجيل فقد يكون الأفضل أن تفسخ هذه الخطبة وتبحث عن فتاة صالحة غيرها تعفها وتعف نفسك بها، والخطبة مواعدة بين الطرفين لأي منهما الحق في فسخها متى شاء.
وبالتالي يكفي في اختبار المخطوبة أن يسأل الخاطب عنها من يعرفها من الثقات، فإذا أثنوا عليها خيرا أقدم على الزواج منها وينبغي أن يستخير الله تعالى فيها، فبين الاستخارة والاستشارة يكمن التوفيق.