اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

انهيار صحي في السودان.. ضحايا الحرب يموتون من الأمراض المعدية

النظام الصحي في السودان
النظام الصحي في السودان

منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2022 بسبب تمرد ميلشيا الدعم السريع ضد القوات المسلحة السودانية، انهارت قطاعات ومؤسسات الدولة وكان القطاع الصحي على رأس المتضررين جراء هذه المأساة ما أدى إلى تردي الأوضاع الصحية وانهيار الخدمات الصحية وعودة انتشار الأوبئة وعلى رأسها وباء الكوليرا الذي بات ينهض أجساد السودانيين.

وأدت الحرب في السودان إلى تدمير البنية التحتية العامة في البلاد، بما في ذلك النظام الصحي حيث ويعاني نظام الرعاية الصحية من نقص حاد في الموظفين والتمويل والإمدادات الطبية، بالإضافة إلى الهجمات المتكررة والنهب واحتلال المرافق الطبية والمستشفيات، فقد أصبح أكثر من 70 % من المرافق الصحية في المناطق المتضررة من الحرب غير صالحة للعمل أو مغلق وفق تقارير منظمات الأمم المتحدة.

وبجانب ذلك أدى نزوح المدنيين إلى فرض ضغط إضافي على موارد الرعاية الصحية الموجودة في المناطق البعيدة عن النزاع، فضلًا عن انهيار خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية ما أدى لتفشي مرض الحصبة والذي تسبب وحده في مقتل أكثر من 1000 طفل في جميع أنحاء السودان.

ويواجه السودان أيضًا تفشيا حادًا لمرض الكوليرا، حيث تجاوز عدد الحالات المشتبه فيها 11000 حالة، بما في ذلك 292 حالة وفاة مرتبطة بها، حتى 27 مايو 2024.

ومع ارتفاع معدلات سوء التغذية والنظام الصحي المنهك وانخفاض مستويات التحصين، فإن تفشي الأمراض سوف يتفاقم وفق لجنة الإنقاذ الدولية فلا تزال آثارها كارثية، وخاصة على الأطفال.

وفي فبراير الماضي حذر بيتر غراف، القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في السودان من أن النازحين الذين يعيشون في مناطق مكتظة يفتقرون إلى المياه والصرف الصحي والغذاء والخدمات الأساسية ما أدى إلى تردي النظام الصحي وانهيار برنامج تحصين الأطفال مع انتشار الأمراض المعدية وسط السودانيين.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تم الإبلاغ عن أكثر من 10،000 حالة إصابة بالكوليرا، و5،000 حالة حصبة، وحوالي 8،000 حالة حمى الضنك وأكثر من 1.2 مليون حالة سريرية من الملاريا في السودان حتى فبراير 2024، ويأتي هذا الارتفاع المثير للقلق على خلفية أن أكثر من 80 من أصل 503 مرافق صحية تديرها منظمات الإغاثة إما لا تعمل أو تعمل جزئيًا فقط بسب انعدام الأمن ونقص الإمدادات الطبية أو العاملين.