اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

السودان تحت الحصار.. الكوليرا والمجاعة والنزوح في زمن الصراع

الحرب في السودان
الحرب في السودان

يعيش الشعب السوداني أوضاعاً إنسانية متدهورة، حيث يعاني من تفشي وباء الكوليرا الذي أسفر عن وفاة مئات الأشخاص، بالإضافة إلى انتشار المجاعة واستمرار النزوح الناتج عن الصراع بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع. وتأتي هذه الأزمات في وقت يفتقر فيه الأفق السياسي إلى الحلول لإنهاء النزاع الذي أدخل البلاد في دوامة من الأزمات الإنسانية.

في أحدث التطورات، أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة عن ارتفاع عدد وفيات الكوليرا إلى أكثر من 300 حالة في السودان. كما أفادت غرفة طوارئ الخريف الاتحادية بتسجيل 11 حالة جديدة ووفاة واحدة يوم أمس في أربع ولايات، ليصل العدد التراكمي إلى 300 حالة و18 وفاة. وأشارت الغرفة إلى تأثر ثلاث ولايات بالأمطار في اليوم السابق، مما أدى إلى تضرر 19,944 أسرة و40,440 فردًا منذ يونيو الماضي.

وفي تصريح رسمي، أعلن وزير الصحة السوداني المكلف، الدكتور هيثم محمد إبراهيم، عن انتشار وباء الكوليرا في البلاد. كما حذرت المنظمة الدولية للهجرة يوم الاثنين الماضي من أن الوضع الإنساني في السودان وصل إلى "انهيار كارثي" بسبب استمرار الصراع، مؤكدة أن المجاعة والفيضانات والتحديات الإنسانية المتزايدة أثرت على ملايين الأشخاص الذين يعانون من أكبر أزمة نزوح في العالم بعد 16 شهرًا من الصراع.

تظهر التقارير أن مخيم زمزم في شمال دارفور، الذي يؤوي نصف مليون نازح، يعاني من نقص حاد في الغذاء مما يؤدي إلى زيادة معدلات سوء التغذية والوفيات. وقد نزح نحو 10.7 مليون شخص داخل البلاد، مع نزوح أكثر من 700 ألف شخص في ولاية سنار وحدها في يوليو.

تحذر المنظمة الدولية للهجرة من أن حوالي 25.6 مليون شخص قد يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد في الأشهر الثلاثة المقبلة بسبب استمرار النزاع. وقال عثمان بلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة، إن الظروف ستظل تتفاقم إذا استمر الصراع واستمرت القيود على وصول المساعدات الإنسانية.

وفقًا لبيانات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وصل عدد الأشخاص الذين يواجهون أوضاعًا غذائية كارثية إلى 755 ألف شخص، مع وجود خطر المجاعة في 14 منطقة. ويعتبر هذا الوضع هو الأول من نوعه منذ إنشاء لجنة التخطيط المتكامل في عام 2004، حيث تأثرت جميع أنحاء السودان بالأزمة، بما في ذلك العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة.

وفي الوقت الذي ينكر فيه وزير الزراعة السوداني أبو بكر عمر البشري التقارير عن أزمة المجاعة، مشيرًا إلى أن البلاد أنتجت أكثر من 3.1 مليون طن من الذرة، فإن الوضع في دارفور يبقى أكثر تعقيدًا، مع زيادة سوء التغذية بين الأطفال، حيث يعاني 5975 طفلاً في مخيم كالما بجنوب دارفور من سوء التغذية.

وفي خطوة إيجابية، أعلن الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان عن إعادة فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد، الذي كان مغلقًا، مما يتيح وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. وقد أشاد عمال الإغاثة بهذا القرار، مؤكدين أن فتح المعبر يمثل فرصة حاسمة لمكافحة المجاعة وتقديم المساعدة للمحتاجين.

وفي هذا السياق، دعت المنظمات الخيرية إلى تكثيف الجهود الدولية لتوفير الإغاثة المنقذة للحياة، مشيرة إلى ضرورة إزالة أي عوائق بيروقراطية تعيق وصول المساعدات إلى دارفور.