خيوط السلام.. حل وسط يفتح أبواب الحوار بين إسرائيل وحماس
رجحت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، يوم الأربعاء، أن يقوم الوسطاء بنشر مقترح "حل وسط" يوم الجمعة المقبل، يهدف إلى التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى.
وتجري المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة، منذ عدة أشهر، في حين تستمر الحرب الإسرائيلية على غزة للشهر الحادي عشر.
تتجلى إحدى أبرز نقاط الخلاف في تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوجود الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، وهو موقع استراتيجي بين قطاع غزة ومصر، بينما تصر حماس على انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل.
وأفادت هيئة البث أن رئيس جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي "الموساد"، دافيد برنياع، أبلغ الوسطاء مؤخراً بأن إسرائيل تتمسك بالبقاء في محور فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، مع استعدادها للانسحاب في المرحلة الثانية. وأضافت أن برنياع نقل هذه الرسالة على الرغم من تصريحات نتنياهو بأن المحور "يحدد مستقبلنا بالكامل".
وأشارت هيئة البث إلى أن مكتب نتنياهو علق قائلاً: "ليس مطلوباً حالياً من مجلس الوزراء مناقشة أي جزء من المرحلة الثانية من الصفقة." وحتى الساعة 09:25 بتوقيت غرينتش، لم يصدر تعقيب من بقية الأطراف المعنية.
وفي مساء الثلاثاء، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن نتنياهو قد أبلغ الوسطاء بإمكانية الانسحاب من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية من الاتفاق، لكنه تراجع عن ذلك لأسباب سياسية. وزعم نتنياهو أن تحقيق أهداف الحرب على غزة "يمر عبر محور فيلادلفيا"، مؤكداً أن الجيش لن ينسحب منه "على الإطلاق".
ووفقاً لهيئة البث، اتصل مسؤولون من الدول الوسيطة بمسؤولين إسرائيليين كبار في الأيام الأخيرة، للاستفسار عن إمكانية مرونة إسرائيلية في المرحلة الأولى من الاتفاق، بما في ذلك موضوع محور فيلادلفيا. وأضافت أن الولايات المتحدة ومصر وقطر أجرت محادثات مكثفة في الأيام الأخيرة لتطوير خطة حل وسط لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن.
وتجدر الإشارة إلى أن الوسطاء يعتزمون على الأرجح إعلان المخطط بحلول يوم الجمعة، وقد يكون الرئيس الأمريكي جو بايدن هو من يعلن ذلك. كما سافر رئيس الموساد إلى الدوحة هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تستمر المحادثات هناك في الأيام المقبلة.
في سياق متصل، حذرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" من أن الجيش الإسرائيلي نبه الحكومة إلى أن عدم التوصل إلى اتفاق مع حماس قد يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر في حال تنفيذ عملية عسكرية واسعة في غزة.
تحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9,500 أسير فلسطيني، وتقدر وجود 101 أسير في غزة، بينما أعلنت حماس عن مقتل عدد من الأسرى في غارات إسرائيلية عشوائية.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى من الاتفاق لن يمثل مشكلة أمنية. من جانبه، قال رئيس حزب "معسكر الدولة" المعارض بيني غانتس إن المحور "لا يشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل ويمكن الانسحاب منه والعودة إذا لزم الأمر". وأضاف أن نتنياهو منشغل بالحفاظ على منصبه السياسي بدلاً من تأمين عودة الأسرى أحياء.
ويواجه نتنياهو اتهامات من مسؤولين أمنيين ومعارضة وعائلات الأسرى بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس خشية فقدان منصبه بسبب انهيار الائتلاف الحاكم. وفي الوقت نفسه، يهدد وزراء من اليمين المتطرف، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا تم قبول اتفاق ينهي الحرب.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حرباً على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة تسببت في وفاة العديد من الأطفال.