العدسة المشدودة.. كيف تتلاعب حماس بمشاهد الرهائن لخلق ضغط سياسي على إسرائيل؟
كشف رهائن إسرائيليون تم تحريرهم من قبضة حماس في قطاع غزة عن الطرق والأساليب التي تعتمدها الحركة الفلسطينية في إعداد مقاطع الفيديو التي تدعو فيها الحكومة الإسرائيلية لإبرام صفقات تبادل، مشيرين إلى أن بعض المحتجزين كانوا يجبرون على الوقوف أمام الكاميرات.
أفادت أفيفا سيغل، التي قضت 51 يوماً في غزة، في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، بأنها واجهت صعوبة في حفظ النصوص المطلوبة منها أثناء تصوير المقاطع. وأضافت أن أيام احتجازها كانت مليئة بالصعوبات، حيث تنقلت بين 13 موقعاً في غزة، بما في ذلك أنفاق تحت الأرض، حيث عانت من صعوبة في التنفس وبقاء ساعات طويلة دون طعام أو ماء.
وأوضحت سيغل أن "الطاقم الإعلامي" الذي كان مسؤولاً عن تصوير مقاطع الفيديو كان يتكون من مصور وشخص يتحدث العبرية بطلاقة، وكانوا يذكّرونها على الفور بالعبارات التي نسيتها. على سبيل المثال، كانت سيغل تُذكَر بضرورة ذكر تفاصيل مثل عمرها ومكان إقامتها، وضرورة توجيه الرسائل إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المعروف بلقب "بيبي".
كما كشفت سيغل أنها كانت تُجبر على التحدث أمام الكاميرا في ثلاث مناسبات على الأقل، وأنه تم تصويرها وهي تأكل مرتين. في إحدى المرات، حاول أحد المسلحين تحسين مظهرها عبر إعطائها فرشاة لتصفيف شعرها غير المرتب، لكنها رفضت، قائلة إنها كانت تعرف أنها تبدو متسخة وقذرة.
وتحدثت رهائن آخرون للصحيفة عن أساليب مشابهة، حيث أُجبروا على تصوير مقاطع فيديو منذ الأيام الأولى لاحتجازهم. بعضهم شعروا بالغضب من الحكومة الإسرائيلية التي اعتبروها مقصرة في جهودها لإطلاق سراحهم، رغم أن آخرين عبروا عن أفكارهم بحرية في بعض المقاطع.
دانييل ألوني، التي اختطفت مع ابنتها، ذكرت أنها صرخت في أحد المقاطع قائلة "الآن!"، وهو ما أدى إلى اندلاع احتجاجات شعبية في إسرائيل للمطالبة بالإفراج عن الرهائن. أما تشين ألموغ غولدشتاين، فذكرت أنه تم تصويرها وعائلتها داخل الأنفاق مع تقديم وجبات خفيفة لهم.
وفي مايو الماضي، بث الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو غير منشور يظهر الطفلة إيلا إلياكيم، التي اختطفت مع أختها. في الفيديو، كانت إلياكيم تطلب من نتنياهو إطلاق سراحها، وتم الإفراج عنها في إطار اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في نوفمبر الماضي.
من جهة أخرى، بثت حركة "الجهاد" الفلسطينية مقاطع فيديو تظهر الرهينة إيلاد كاتسير، الذي قُتل لاحقاً، وهو يتناول الطعام ويقص شعره، في محاولة لإظهار "التعامل الجيد" مع الرهائن.
جيرشون باسكين، مفاوض إسرائيلي سابق، أشار إلى أن حماس أصبحت تستخدم مقاطع الفيديو بشكل أكثر تطوراً في هذه الحرب، معتبراً أن الحركة تستغل الرأي العام للضغط على الحكومة الإسرائيلية.
تجدر الإشارة إلى أن التظاهرات في إسرائيل تطالب الحكومة بإبرام اتفاق هدنة مع حماس، في حين يصر رئيس الوزراء نتنياهو على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها الرئيسية، بما في ذلك القضاء على حماس.