غارات إسرائيلية على لبنان.. مخاوف من تكرار مأساة غزة
أشعلت الغارات الإسرائيلية الأخيرة على جنوب لبنان موجة من القلق بين اللبنانيين، مع تزايد المشاعر المخيفة من احتمال تكرار مأساة غزة. حيث بدأت عمليات التهجير منذ اليوم الأول للهجمات، مما أثار ذكريات مؤلمة في أذهان الكثيرين.
في تقرير لوكالة "أسوشيتيد برس"، تم تسليط الضوء على معاناة آلاف اللبنانيين جراء تصاعد القصف الإسرائيلي. وقد عبر العديد منهم عن مخاوفهم من أن تتبع الأحداث في لبنان السيناريو الذي شهدته غزة. ألين ناصر، شابة لبنانية تعيش في بيروت، قالت: "أول ما خطر على بالي مع التحذيرات الإسرائيلية للإخلاء هو ما يحدث في غزة".
على مدار العام الماضي، تابعت ألين بقلق التقارير المروعة عن الفلسطينيين المحاصرين الذين أجبروا على التنقل بين المناطق المهددة بالقصف. وبتوجيه من الجيش الإسرائيلي، صدرت تحذيرات للمواطنين اللبنانيين بإخلاء مناطقهم قبل الهجمات الجوية، وهو ما أعاد للأذهان ذكريات مأساة الفلسطينيين في غزة.
الغارات الإسرائيلية الأخيرة تأتي في وقت تشدد فيه الدولة العبرية على رغبتها في دفع حزب الله بعيدًا عن حدودها، إلا أن ذلك يثير مخاوف من أن تشهد لبنان استخدام القوة المفرطة التي تم توثيقها في غزة. وقد أسفرت الغارات حتى الآن عن مقتل 492 شخصًا وإصابة 1645 آخرين، مما أدى إلى موجة نزوح كبيرة للمدنيين.
بينما تركز إسرائيل على استهداف حزب الله، إلا أن ذلك يثير مخاوف من تصعيد أكبر في الأعمال العسكرية، كما حدث في غزة، حيث أدى الصراع إلى مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال.
اللبنانيون، مثل جانا بساط، الذين يحتفظون بحقائبهم جاهزة للإخلاء، يشعرون بقلق متزايد. تقول جانا: "يبدو الأمر سرياليًا، نشهد ما يحدث في غزة، والآن يحدث معنا".
على الرغم من الاختلافات بين الوضعين في لبنان وغزة، فإن التأثير النفسي لن يكون أقل حدة. وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "العالم لا يمكنه تحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى".
مع تصاعد التوترات والأصوات المرعبة للطائرات، يظل اللبنانيون في حالة ترقب، متذكرين مأساة إخوانهم في غزة، ويعيشون في خوف من المستقبل القريب.
إسرائيل تعيد استهداف لبنان.. تكرار لتاريخ مأساوي
في عام 2006، شهدت بيروت دمارًا هائلًا نتيجة الغارات الإسرائيلية، حيث سوت أحياء بأكملها بالأرض وقصفت المطار الدولي الوحيد في لبنان، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الجسور ومحطات الطاقة. اليوم، تتصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية، ولكن مع تركيز واضح على استهداف "حزب الله" كهدف رئيسي.
ورغم أن الحملة الحالية تبدو موجهة ضد الحزب، إلا أن المدنيين يدفعون ثمن هذا التصعيد، حيث يسقط العديد من الضحايا بين السكان. هذا التوجه يعيد للأذهان ذكريات مؤلمة عن السنوات السابقة، حيث يشعر اللبنانيون بالقلق من تكرار السيناريو المأساوي الذي عاشوه في الماضي.
تظل الأوضاع متوترة، وتزداد المخاوف من أن يؤدي التصعيد العسكري إلى تداعيات إنسانية جسيمة على المدنيين في لبنان.