ارتفاع قياسي في مؤشر غلاء المعيشة بفلسطين.. غزة تتصدر النسب
سجل الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين ارتفاعًا حادًا في مؤشر غلاء المعيشة، حيث أظهرت البيانات أن الأسعار في قطاع غزة ارتفعت بنسبة 283%، بينما بلغت النسبة في الضفة الغربية 3%، وذلك منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى نهاية سبتمبر الماضي. يُظهر هذا الارتفاع المخاوف المتزايدة بشأن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يواجهها المواطنون في المنطقة.
في تقريره الأخير، أوضح الجهاز المركزي أن الرقم القياسي لأسعار المستهلك شهد زيادة ملحوظة بنسبة 5.93% خلال شهر سبتمبر 2024 مقارنة بالشهر السابق. وتوزعت هذه الزيادة بين المناطق المختلفة، حيث بلغت في قطاع غزة 11.38%، بينما سجلت الضفة الغربية ارتفاعًا بنسبة 1.41%، وارتفعت الأسعار في القدس بنسبة 0.31%. يُعزى هذا الارتفاع في الأسعار إلى مجموعة من العوامل التي تتعلق بتأثيرات الأوضاع السياسية والاقتصادية.
العوامل المساهمة في ارتفاع الأسعار
برزت الزيادات في الأسعار بشكل واضح في عدة سلع أساسية، حيث سجلت أسعار الخضروات المجففة ارتفاعًا بنسبة 231.07%، بينما زادت أسعار البطاطا بنسبة 121.61%. كما ارتفعت أسعار البيض بنسبة 94.78%، والخضروات الطازجة بنسبة 71.43%، والدجاج الطازج بنسبة 63.92%. من ناحية أخرى، شهدت أسعار الفواكه الطازجة ارتفاعًا بنسبة 56.08%، بينما زادت أسعار الزيوت النباتية بنسبة 5.56%. على الرغم من هذه الزيادات الكبيرة، لوحظ انخفاض في أسعار المحروقات السائلة المستخدمة كوقود للسيارات، حيث تراجعت أسعار الديزل بنسبة 5.40%، والبنزين بنسبة 3.91%.
مقارنة الأسعار بين سبتمبر 2023 وسبتمبر 2024
عند مقارنة أسعار سبتمبر 2024 بنظيرتها في سبتمبر 2023، سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك ارتفاعًا كبيرًا بنسبة 60.06% على مستوى فلسطين. وهذا الارتفاع يتوزع بين المناطق، حيث سجل قطاع غزة زيادة تصل إلى 282.60%، بينما ارتفعت الأسعار في القدس بنسبة 3.97%، وفي الضفة الغربية بنسبة 2.98%.
تحليل الارتفاعات في المناطق المختلفة
قطاع غزة
في قطاع غزة، سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك ارتفاعًا بنسبة 11.38% خلال شهر سبتمبر، مما يعكس تأثيرًا كبيرًا على حياة المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها. يتسبب هذا الوضع في ضغوط إضافية على الأسر، ويزيد من مخاوف السكان بشأن قدرتهم على تأمين الاحتياجات الأساسية.
الضفة الغربية
في الضفة الغربية، شهدت الأسعار ارتفاعًا طفيفًا قدره 1.41%، وهو ما يُعزى بشكل رئيسي إلى زيادة أسعار الخضروات المجففة والخضروات الطازجة والدجاج. يُشير هذا الارتفاع إلى تواصل الضغوط الاقتصادية على الأسر الفلسطينية، ويعكس التحديات التي تواجهها الحكومة في السيطرة على الأسعار.
القدس
أما في القدس، فقد بلغ ارتفاع الرقم القياسي 0.31% خلال شهر سبتمبر، نتيجة لزيادة أسعار الفواكه الطازجة والبطاطا والخضروات الطازجة. هذا الارتفاع الطفيف، رغم أنه أقل مقارنة بغزة، إلا أنه يعكس التحديات الاقتصادية المتواصلة التي تواجه سكان القدس.
تتطلب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في فلسطين، خاصة في قطاع غزة، اهتمامًا عاجلاً من السلطات المحلية والمجتمع الدولي. يجب اتخاذ تدابير فعّالة لدعم الأسر الفلسطينية وتخفيف الضغوط التضخمية التي تواجهها، لضمان استقرار الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. يُعتبر هذا الوضع تحديًا كبيرًا يجب التصدي له، حيث يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين وقدرتهم على تأمين احتياجاتهم الأساسية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
