انتخابات بوتسوانا.. صراع من أجل المستقبل وسط تحديات اقتصادية وسياسية
تستعد دولة بوتسوانا، المعروفة بأنها واحدة من أقدم الديمقراطيات في أفريقيا، لإجراء انتخاباتها العامة يوم الأربعاء 30 أكتوبر، وفقًا لما أعلنه الرئيس موكجويتسي ماسيسي. يسعى ماسيسي للفوز بفترة ولاية ثانية وأخيرة بعد حصوله على دعم حزبه الحاكم، حيث سيتوجه الناخبون لاختيار أعضاء البرلمان، الذين سيقومون بدورهم بانتخاب الرئيس.
مرشحون يتنافسون على الرئاسة
يتنافس مع ماسيسي ثلاثة مرشحين على رئاسة البلاد، وهم: دوما بوكو من حزب "مظلة التغيير الديمقراطي"، ودوميلانج سالشاندو من حزب المؤتمر البوتسواني، وميفاتو ريتيل من الجبهة الوطنية البوتسوانية. يتمتع هؤلاء المرشحون بدعم شعبي يسعى إلى تقديم بديل للسياسات الحالية، التي واجهت انتقادات بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
زيادة عدد الناخبين في ظل أزمات اقتصادية
سجل أكثر من مليون شخص للتصويت في هذه الانتخابات، في الوقت الذي يُعتبر فيه ارتفاع معدلات البطالة مصدر قلق كبير للناخبين. تُجرى الانتخابات في ظل عدم اليقين الاقتصادي، حيث تعتمد بوتسوانا بشكل كبير على استخراج الماس. تُعتبر بوتسوانا ثاني أكبر منتج للماس في العالم بعد روسيا، لكن مبيعات الماس الخام لشركة "ديبسوانا"، التي تملكها الحكومة البوتسوانية وشركة "دي بيرز"، شهدت انخفاضًا بنسبة 50% في النصف الأول من عام 2024. هذا التراجع أثر سلبًا على الميزانية الحكومية وأثار انتقادات للرئيس ماسيسي وحزبه لفشلهما في تنويع الاقتصاد وتقديم حلول فعّالة للتحديات الاقتصادية.
تحديات البطالة والأزمات المالية
تجاوزت معدلات البطالة في بوتسوانا 27%، بينما تصل النسبة بين الشباب إلى أكثر من 45%. تعاني البلاد أيضًا من تأخيرات في دفع رواتب الموظفين الحكوميين بسبب الأزمات الاقتصادية المستمرة، مما أثار مخاوف واسعة حول تدابير التقشف المحتملة. هذه الأوضاع قد تؤدي إلى انعدام الثقة في الحكومة وقدرتها على تلبية احتياجات الشعب.
تعهدات حكومية بالتحسين
تعهد حزب بوتسوانا الديمقراطي، الحاكم، بإعطاء الأولوية لتنويع الاقتصاد، الذي يبلغ ناتجه المحلي الإجمالي 21 مليار دولار. يُعتبر استخراج الماس ومبيعاته يمثلان 80% من صادرات البلاد وثلث الإيرادات المالية، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة للتنويع الاقتصادي. قال ليبوجانج كوابي، نائب الأمين العام للحزب الديمقراطي البوتسواني، إن الحزب مُلتزم بتلبية احتياجات المواطنين، مشددًا على أنهم استمعوا لمخاوف الشعب وأعدوا بيانًا يتناول احتياجاتهم بصدق وشفافية.
التوترات السياسية
من المتوقع أن تعيد الانتخابات إشعال الصراع بين ماسيسي والرئيس السابق إيان خاما، الذي اختلف مع ماسيسي منذ مغادرته الحزب في عام 2021. اتهم خاما ماسيسي بالاستبداد تجاه المعارضة، حيث واجه الرئيس اتهامات سياسية تتعلق بتعاملاته مع المعارضة وأجواء القمع السياسي. في ظل هذه الأجواء المتوترة، عاد خاما إلى بوتسوانا في سبتمبر الماضي للمشاركة في جلسة استماع قضائية، وقام بحملة لصالح الجبهة الوطنية البوتسوانية بهدف إزاحة ماسيسي من منصبه.
ماسيسي، البالغ من العمر 63 عامًا، هو الرئيس الخامس لبوتسوانا منذ استقلال البلاد عن بريطانيا في عام 1966. على الرغم من التحديات الاقتصادية الحالية، شهدت بوتسوانا استقرارًا سياسيًا ملحوظًا على مر العقود، مما جعلها مثالًا يحتذى به في الديمقراطية في القارة الأفريقية. ومع ذلك، فإن التحديات الاقتصادية والاجتماعية المستمرة تثير تساؤلات حول مستقبل البلاد ومدى قدرة الحكومة الحالية على التعامل مع تلك القضايا.