باستيف يرسم ملامح حقبة جديدة في السنغال.. انتصار كاسح بالانتخابات وتحديات كبرى
في إعلان مثير يعكس تحولات المشهد السياسي في السنغال، أكد المتحدث باسم الحكومة السنغالية، أمادو مصطفى نديك ساري، أن حزب "باستيف"، بقيادة الرئيس باسيرو ديوماي فاي ورئيس الوزراء عثمان سونكو، حقق "انتصارًا كبيرًا" في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الأحد. وأشار إلى أن الحزب حصد ما بين 90% و95% من الأصوات، مما يمنحه الأغلبية البرلمانية اللازمة لتنفيذ أجندته الإصلاحية التي حملته إلى السلطة قبل أقل من عام.
نصر سياسي يعزز قبضة "باستيف"
في تصريحات أدلى بها عبر قناة "تي إف إم" المحلية، أشاد نديك ساري بالشعب السنغالي الذي وصفه بـ"شريك النجاح" في تحقيق هذا الانتصار الذي يعكس ثقة الناخبين في رؤية الحزب. ولم يحدد ساري عدد المقاعد البرلمانية التي حصل عليها الحزب، لكنه أكد أن الأغلبية المؤهلة ستسمح بإجراء تعديلات دستورية دون الحاجة إلى استفتاء شعبي، ما يعزز قدرة الحكومة على تنفيذ أجندتها دون عوائق سياسية.
تفوق في معاقل رئيسية وهزيمة المعارضة
مع بدء إعلان النتائج الأولية عبر وسائل الإعلام، تصدّر حزب "باستيف" المشهد في غالبية مراكز الاقتراع، متفوقًا على زعماء المعارضة، مثل رئيس بلدية العاصمة دكار بارتيليمي دياس، وأمادو با، المرشح الرئاسي الذي جاء ثانيًا في انتخابات 2024. كما حصد الحزب أغلبية ساحقة في مناطق جنوبية مثل زيغينشور، معقل رئيس الوزراء عثمان سونكو.
انتقادات ومزاعم الغش من المعارضة
على الرغم من الأجواء السلمية التي سادت عملية الاقتراع، أصدرت المعارضة بيانًا عبر ائتلاف "تاكو والو"، بقيادة الرئيس السابق ماكي سال، اتهمت فيه حزب "باستيف" بتنظيم "عمليات غش واسعة النطاق". وعبّرت المعارضة عن مخاوفها من تسليم السلطة الكاملة لحزب واحد، محذّرة من تداعيات ذلك على التوازن الديمقراطي في البلاد.
آمال التغيير ورسائل الشباب
يشير الانتصار الساحق لحزب "باستيف" إلى تزايد رغبة الناخبين في التغيير، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها البلاد، مثل تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة، التي طالت شريحة واسعة من الشباب. وأكد الناخب باسكال غوديابي (56 عامًا) أن الأولوية تكمن في معالجة البطالة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.
رؤية جديدة رغم قلة الخبرة
منذ انتخابه رئيسًا في مارس الماضي، شكّل باسيرو ديوماي فاي حالة استثنائية في السياسة السنغالية، حيث تمكن من الفوز على الرغم من افتقاره للخبرة السياسية. ويعود الفضل في ذلك إلى قدرته على استقطاب الشباب وتقديم رؤية جديدة لمستقبل البلاد. وجاء اختيار عثمان سونكو كرئيس للوزراء بمثابة خطوة رمزية تدعم الحماس الشعبي لرؤية الحزب.
تحديات الأغلبية البرلمانية
يتطلب تنفيذ الأجندة الطموحة للحكومة أغلبية برلمانية مريحة، وهو ما يبدو أن حزب "باستيف" قد حصل عليه. ويخطط الحزب لاستخدام هذه الأغلبية في مراجعة الدستور، بما يمكنه من إجراء إصلاحات هيكلية دون استفتاء. ومع ذلك، تواجه الحكومة تحديات داخلية كبيرة، أبرزها الحاجة إلى تهدئة المعارضة وضمان عدم انزلاق البلاد نحو استقطاب سياسي حاد.
رسائل التحذير من المعارضة
في الوقت الذي يحتفل فيه حزب "باستيف" بنصره، تواصل المعارضة توجيه تحذيراتها من مخاطر تسليم السلطة بشكل مطلق إلى الحزب الحاكم. وتؤكد المعارضة أن الحكومة الحالية تفتقر إلى الخبرة، مشيرة إلى أن تركيز السلطة قد يؤدي إلى قرارات متسرعة تؤثر على استقرار البلاد على المدى الطويل.
مستقبل سياسي محفوف بالتحديات
وسط هذه الأجواء، تبدو المرحلة المقبلة في السنغال مليئة بالتحديات. فبينما يسعى حزب "باستيف" إلى الوفاء بوعوده الانتخابية وتقديم حلول عملية للأزمات الاقتصادية والاجتماعية، تظل الأسئلة قائمة حول مدى قدرة الحزب على تحقيق التوازن بين طموحات التغيير ومتطلبات الاستقرار السياسي.
السنغال على أعتاب مرحلة جديدة
من الواضح أن نتائج الانتخابات الأخيرة قد وضعت السنغال على أعتاب مرحلة سياسية جديدة، حيث تزداد الآمال بقدرة الحزب الحاكم على تنفيذ أجندة "العدالة الاجتماعية". ومع ذلك، يبقى الحكم النهائي بيد الشعب، الذي ينتظر بفارغ الصبر رؤية النتائج الملموسة لهذه التحولات السياسية.