«رحيل بيترو» يزلزل شوارع كولومبيا .. احتجاجات حاشدة ضد سياسات الرئيس
خرج آلاف المواطنين في مختلف مدن كولومبيا، في احتجاجات حاشدة مطالبين برحيل الرئيس الكولومبي غوستافو فرانسيسكو بيترو، وذلك بسبب سلسلة من الإصلاحات التي قدمتها حكومته، والتي يعتقد المحتجون أنها ليست في صالح البلاد. المتظاهرون عبروا عن استيائهم من الوضع الراهن من خلال رفع شعارات احتجاجية تندد بالرئيس وتطالبه بالرحيل، مثل "ارحل بيترو" و"بيترو، اخرج"، في إشارة إلى رفضهم لسياساته التي يرون أنها تضر بمصلحة الشعب.
في العاصمة بوغوتا، تجمع الآلاف في الحديقة الوطنية، قبل أن يسيروا في مسيرة نحو ساحة بوليفار، رافعين لافتات كتب عليها "حتى لا تكون كولومبيا المستقبل فنزويلا اليوم" و"اخرج بيترو". وواصل المتظاهرون الهتافات المعادية للرئيس قائلين "بيترو أيها الضعيف، تعلم من رئيس السلفادور بوكيلي" و"بيترو أيها اللص، الشعب يشعر بالإهانة". كما حمل المحتجون الأعلام الكولومبية، فيما لجأ العديد منهم إلى استخدام المظلات لحماية أنفسهم من الشمس والمطر أثناء المظاهرة.
وفي مدن أخرى مثل ميديلين وكالي، خرج آلاف الأشخاص أيضًا إلى الشوارع للانضمام إلى الاحتجاجات، حيث ارتدى العديد منهم قمصانًا بيضاء، وحملوا لافتات مشابهة تطالب برحيل الرئيس. بعض اللافتات حملت رسائل مثل "بيترو اخرج الآن" و"أسوأ حكومة في التاريخ".
من جانبه، رد الرئيس الكولومبي غوستافو فرانسيسكو بيترو على هذه المظاهرات عبر حسابه الرسمي على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس"، مؤكداً أن حكومته ستضمن لجميع المتظاهرين "الضمانات الديمقراطية" مهما كانت أعدادهم. الرئيس أشار إلى أن أكبر تجمع للاحتجاجات كان في مدينة ميديلين، حيث شارك حوالي 15 ألف شخص في المظاهرة، بينما خرج في العاصمة بوغوتا حوالي 4 آلاف شخص، وفي مدينة كالي كان العدد مماثلاً.
كما أضاف الرئيس في تصريحاته أن حكومته ستظل ملتزمة بتوفير الضمانات اللازمة لجميع المواطنين، مشيراً إلى أن الاحتجاجات هي جزء من العملية الديمقراطية، لكنه أكد في الوقت ذاته ضرورة احترام المؤسسات والحقوق المدنية في كولومبيا.
قضت محكمة في بوغوتا على رجلين بالسجن لمدة 18 و20 عامًا، إثر تورطهما في محاولة إحراق 15 من رجال الشرطة أحياء خلال الاحتجاجات التي اجتاحت كولومبيا في عام 2021. وتأتي هذه الأحكام بعد إدانتهما بتهم العنف ضد موظفين حكوميين والإرهاب، وفقًا لما أفادت به وكالة الادعاء العام في كولومبيا.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى مايو 2021، عندما هاجمت مجموعة من الأشخاص، مسلحين بالحجارة والقنابل الحارقة، مقر قيادة قوات التدخل السريع في حي "لا أورورا" بمدينة بوغوتا. وقاموا بتحطيم الزجاج المصفح للمبنى وأضرموا النيران في المكان الذي كان يضم 15 شرطياً، بالإضافة إلى إشعال النار في دراجة نارية تابعة للشرطة.
وخلال المحاكمة، قدم رجال الشرطة شهادات مؤلمة عن تلك الليلة، حيث رووا كيف قاوموا الهجوم، ووصف بعضهم اللحظات المروعة التي مروا بها، قائلين إنهم كانوا يواجهون خطر الحرق أحياء. وتضمنت الشهادات مشاهد مؤلمة حيث طلب بعضهم المساعدة وهم يبكون. وأوضح القاضي أن الحادثة تمثل تهديدًا خطيرًا للأمن العام وسلامة موظفي الدولة.
تجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات التي شهدتها كولومبيا في تلك الفترة استمرت لعدة أشهر، وأسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصًا، معظمهم كانوا ضحايا لانتهاكات ارتكبتها قوات الأمن، حسبما أفادت منظمات حقوقية. ويعكس الحكم الصادر في هذه القضية التزام السلطات الكولومبية بمكافحة العنف ضد قوات الأمن أثناء الاضطرابات الاجتماعية.