أفغانستان تغلق ”راديو بيغوم” النسائية بسبب انتهاك سياسات البث

قررت وزارة الإعلام والثقافة الأفغانية تعليق بث محطة "راديو بيغوم" النسائية، وذلك بسبب انتهاك سياسات البث والاستخدام غير السليم للترخيص. وأوضح بيان الوزارة أن المحطة قدمت محتوى وبرامج غير مصرح بها لقناة تلفزيونية أجنبية.

وتواجه محطة "بيغوم" الإذاعية، التي أُطلقت عام 2021، اتهامات بتقديم محتوى لقناة تلفزيونية خارج أفغانستان. وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها الإعلام الأفغاني، لا تزال بعض المحطات الإذاعية النسائية تواصل عملها في البلاد.

ويأتي تعليق بث "بيغوم" في وقت تتزايد فيه المخاوف من فرض قيود أكبر على حرية الإعلام في أفغانستان منذ عودة حركة "طالبان" إلى الحكم.

ويعد هذا الإغلاق الثاني من نوعه الذي تقوم به السلطات في أفغانستان ضد وسائل إعلامية تعمل مع قنوات أجنبية، حيث أكدت الوزارة أن المحطة انتهكت سياسات البث واستغلت رخصتها بشكل غير قانوني. وأضافت الوزارة أنها ستقوم بمراجعة كافة الوثائق الخاصة بالمحطة لتحديد مصيرها المستقبلي.

وأُطلقت "راديو بيغوم" في يوم المرأة العالمي في مارس 2021، قبل خمسة أشهر من استيلاء حركة "طالبان" على السلطة. وتُنتج المحطة محتوى خاص بها بالكامل من قبل نساء أفغانيات، بينما تعمل قناتها الفضائية "بيغوم تي في" من فرنسا، حيث تبث برامج تعليمية تغطي المناهج الدراسية الأفغانية.

من جانبها أعلنت محطة "راديو بيغوم"، التي تديرها نساء وتستهدف تعزيز تعليم المرأة، أن ضباطًا من وزارة الإعلام والثقافة التابعة لـ"طالبان" قاموا بتقييد طاقم العمل أثناء تفتيش مقر المحطة في كابول.

وأوضحت المحطة في بيان لها أن الضباط صادَروا أجهزة الكمبيوتر والأقراص الصلبة والملفات والهواتف الخاصة بالعاملين، بما في ذلك الصحفيات، كما احتجزوا اثنين من الموظفين الذكور الذين لا يشغلون مناصب إدارية عليا.

تقييد الحريات

في هذا السياق أدانت مجموعات حقوقية، بما في ذلك منظمة "مراسلون بلا حدود"، قرار تعليق البث، وطالبت بإلغائه، لاسيما أنها لم تحدد وزارة الإعلام القناة التلفزيونية الأجنبية التي زعمت أن «راديو بيغوم» كان يعمل معها.

مؤكدة أنه منذ استيلاء "طالبان" على السلطة، أقصت النساء من التعليم ومن العديد من مجالات العمل والأماكن العامة، كما فقد الصحفيون، وبخاصة النساء، وظائفهم في ظل تعزيز "طالبان" لسيطرتها على وسائل الإعلام.

في مؤشر حرية الصحافة لعام 2024 الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود"، احتلت أفغانستان المرتبة 178 من أصل 180 دولة، مقارنة بالمرتبة 152 في العام الذي قبله.

وفي مايو الماضي 2024، أصدرت "طالبان" تحذيرًا للصحفيين والخبراء في أفغانستان من التعاون مع قناة "أفغانستان إنترناشونال تي في"، وهي المرة الأولى التي تصدر فيها "طالبان" تحذيرًا ضد وسيلة إعلامية معينة.

ومنذ سيطرتها على السلطة قبل أكثر من ثلاث سنوات، فرضت "طالبان" قبضتها بشكل كامل على المشهد الإعلامي في أفغانستان.