اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

جدل في واشنطن حول دور إيلون ماسك في قرارات الأمن القومي

إيلون ماسك وترامب
إيلون ماسك وترامب

أكاذيب تهدف إلى التضليل الإعلامي، هكذا وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقريراً نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" زعمت فيه أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ستقدم إحاطة سرية للغاية إلى الملياردير إيلون ماسك حول خطة عسكرية محتملة ضد الصين.
وأكد ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال" أن التقارير التي تشير إلى مناقشة أي خطط حرب مع الصين خلال الاجتماع غير صحيحة تماماً، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام المشكوك في مصداقيتها تختلق الأخبار بشكل متكرر.
في المقابل، أوضح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أن الاجتماع المقرر مع ماسك ليس له أي علاقة بخطط عسكرية، بل يركز على الابتكار والكفاءة والإنتاج الذكي، مؤكداً أن اللقاء غير رسمي ولن يتناول أي تفاصيل سرية تتعلق باستراتيجيات عسكرية أمريكية. جاءت هذه التصريحات في محاولة لتبديد الشكوك التي أثيرت حول الاجتماع، خاصة بعد نشر تقرير "نيويورك تايمز"، الذي أصر على أن الاجتماع سيناقش الخطط الأمريكية في حال اندلاع نزاع مع الصين.
وعلى الرغم من النفي الصادر عن ترامب والبنتاجون، إلا أن "نيويورك تايمز" أصرت على صحة معلوماتها، مشيرة إلى أن مصادرها داخل وزارة الدفاع أكدت أن الاجتماع سيركز على الصين، دون تقديم تفاصيل إضافية حول الموضوعات التي ستتم مناقشتها. وأوضحت الصحيفة أن منح ماسك حق الاطلاع على مثل هذه المعلومات الحساسة يمثل توسيعاً غير مسبوق لدوره كمستشار لترامب، وهو ما يثير تساؤلات حول معايير الأمن القومي المتبعة في الإدارة الأمريكية الحالية.
وأثار التقرير أيضاً مخاوف بشأن تضارب المصالح، نظراً لكون ماسك أحد كبار المورّدين للبنتاجون من خلال شركتيه "سبيس إكس" و"تسلا"، فضلاً عن مصالحه التجارية الواسعة في الصين. واعتبرت "نيويورك تايمز" أن إشراك ماسك في قضايا الدفاع الوطني قد يثير إشكاليات تتعلق بإمكانية تأثر قرارات الأمن القومي بمصالحه الشخصية والاقتصادية.
وتعد خطط العمليات العسكرية الأمريكية، المعروفة بـ"خطط العمليات" أو "O-plans"، من أكثر المعلومات حساسية وسرية داخل البنتاجون، حيث تتضمن استراتيجيات الردع والدفاع، بالإضافة إلى التفاصيل المتعلقة بالجدول الزمني للهجمات المحتملة وأهدافها. وفي حال تأكدت المزاعم المتعلقة بمشاركة ماسك في هذه الإحاطة، فذلك سيعني أنه سيكون مطلعاً على أكثر استراتيجيات الولايات المتحدة الدفاعية حساسية.
من جانبه، لم يوضح البيت الأبيض ما إذا كان ترامب قد وافق على إعفاء ماسك من أي تضارب مصالح، ولم يقدّم أي تعليق حول طبيعة الاجتماع، أو مدى دقة ما أوردته "نيويورك تايمز". وبعد الضجة التي أثارها التقرير، أصدر المتحدث باسم البنتاجون شون بارنيل بياناً أكد فيه أن الوزارة ترحب بزيارة ماسك، موضحاً أن الاجتماع ليس أكثر من لقاء غير رسمي لمناقشة الابتكار والتطوير.
وفي ظل استمرار الجدل حول هذه القضية، يرى محللون أن النفوذ المتزايد لماسك داخل إدارة ترامب يعكس تحولاً جديداً في السياسة الأمريكية، حيث يتم إشراك رجال الأعمال البارزين في اتخاذ قرارات استراتيجية قد تؤثر على الأمن القومي. كما أن العلاقة الوثيقة بين ماسك والإدارة الأمريكية تطرح تساؤلات حول مدى تأثير المصالح التجارية على السياسة الدفاعية والأمنية.
وبينما يبقى الاجتماع مثار جدل، لا تزال الشكوك قائمة حول ما إذا كان سيناقش فعلاً خطط الحرب مع الصين، خاصة مع تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين في الأشهر الأخيرة. ويبقى السؤال الأهم هو مدى تورط ماسك في القرارات العسكرية الحساسة، وما إذا كان ذلك قد يؤثر على توجهات الأمن القومي الأمريكي في المستقبل.

موضوعات متعلقة