حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد القراءات
أطلق الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء اليوم، المرحلة الثانية من موسوعة "التفسير البلاغي"، وموسوعة رواية قالون عن نافع، أولى موسوعات مناهج إفراد القراءات.
جاء ذلك خلال حضوره الحفل السنوي لتخريج الدفعة الرابعة من القراء مُجازي مجمع القرآن الكريم بالشارقة، البالغ عددهم 249 مجازاً، والذي أُقيم في قاعة المدينة الجامعية بالشارقة.
ووقع حاكم الشارقة على النسخة الأولى من مجلدات المرحلة الثانية من موسوعة "التفسير البلاغي"، والتي تبلغ 16 مجلداً، تتضمن أجزاء الربع الثاني من القرآن الكريم، ليصبح مجموع مجلدات الموسوعة في المرحلتين 25 مجلداً، كما وقع سموه النسخة الأولى من مجلدات موسوعة رواية قالون عن نافع؛ أولى موسوعات مناهج إفراد القراءات الواقعة في 10 مجلدات، إضافة إلى المصحف الشريف وبهامشه شرح رواية قالون عن نافع المدني.
وتعد موسوعة التفسير البلاغي فريدةً من نوعها وغير مسبوقة في المؤلفات ذات الصبغة التفسيرية البلاغية؛ إذ تُقدم تفسيرًا شاملًا للقرآن الكريم، فتعرض لبيان معاني المفردات بتقديم شرح لغوي دقيق وموجز للألفاظ بالرجوع إلى أمهات المعاجم اللغوية وكتب غريب القرآن والتفاسير، وتوضح المعنى الإجمالي للآيات بألفاظ سهلة ميسورة مع الحرص على حسن نظم العبارة وقوتها وإحكام سبكها مع التوسط في الشرح، من غير إسهاب ممل ولا إيجاز مخل، مع العناية بحسن ترتيبٍ وجودة عرضٍ.
كما تعنى الموسوعة بإيراد مناسبة السورة لما قبلها وما بعدها ومناسبة الآية لما قبلها وتجلي ما بينها من وشائج وعلاقات، وما تكتنفها من لطائف ونكات، وتسلط الضوء على الإيضاح اللغوي والبلاغي من خلال الوقوف على أثر الأساليب اللغوية في المعاني، نحو إبراز دور التنكير والتعريف عامة، ورصد المعاني التي يقدمها الوصل والفصل، وإبراز مدى ملاءمة أسلوب الإيجاز أو المساواة أو الإطناب للمعنى المراد، وتجلية ائتلاف اللفظ مع المعنى، والحكمة من استعمال الجمع والإفراد والتثنية، والتذكير والتأنيث، ودلالات الجملة الإسمية والفعلية في الكلام، وغير ذلك من مباحث علم المعاني البديعة التي هي من أهم وسائل كشف جماليات النص القرآني وإحكام رصف آياته.
وتعنى الموسوعة بالوقوف عند أنواع المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية التي تكسو النص القرآني، فمن ذلك تناسب الفواصل، وجمال الطباق، وتشابه الأطراف، وروعة أسلوب الترقي في ترتيب المعاني وغير ذلك مما يحفل به النسج اللفظي للقرآن الكريم.
كما تبرز الموسوعة الفروق الدلالية بين الألفاظ القرآنية، وتعرج على المتشابه اللفظي ذاكرة ما فيه من توجيهات ومناسبات، وتشير إلى هدايات الآيات وما تكتنزه بلاغتها من رسائل وإشارات، ولقد ارتكزت الموسوعة على أمهات المصادر التفسيرية واللغوية البلاغية.
وتمتاز موسوعة مناهج إفراد القراءات بالحصر الشامل، والتدقيق الكامل، لكل كبيرة وصغيرة تخص الرواية القرآنية، فقد تناولت الكلمات الفرشية، وحصرها، وشواهدها، وتوجيهها، والتنبيهات الأدائية عليها، كما تناولت حصر الأصول من مدود، وميمات جمع، وغيرها، مهما تكررت؛ تذكيرًا وتسهيلًا على الطالب، مع ذكر الشواهد والتوجيه والتنبيهات الأدائية عليها، كما ازدانت الموسوعة وانفردت بذكر الرسم العثماني والضبط القرآني للكلمات القرآنية اتفاقًا واختلافًا، وهي تسهل على المقرئين عناء البحث في أمهات كتب الوقف والابتداء، بذكر كل وَقْفٍ جائزٍ، نبه عليه عالم من العلماء.
ولم تغفل موسوعة مناهج إفراد القراءات ذكر الفواصل القرآنية للرواية؛ نظرًا لقلة مَن يتعرض لهذا الفن من المقرئين، فذكرت الشواهد والتوجيه لكل فاصلة مختلف فيها. وكانت خاتمة عقد مميزات هذه الموسوعة باب اللطائف الإقرائية، وهو عصارة فكر السادة المقرئين وخبراتهم على مدار سنين طويلة من الإقراء ونشر القرآن برواياته.
وتحوي الموسوعة ذكر جميع مذاهب المدارس الإقرائية دون ترجيح لتترك المجال مفتوحًا أمام المقرئ وتلميذه في الاختيار، بهدف أن تكون الموسوعة صالحة للأمة جميعًا دون إقصاء لمدرسة إقرائية.
كما امتازت الموسوعة بإصدار مصحف خاص بكل رواية، فيه خلاصة ما ذكر في الموسوعة؛ مرسومًا ومضبوطًا بما يوافق الرواية القرآنية، مرفق بتسجيل صوتي لخلافات الرواية بكل أوجهها، بواسطة رمز استجابة سريعة (QR code)؛ حفاظًا على النقل الصوتي الصحيح لكلمات القرآن الكريم، قام به مشايخ تميزوا بجمال التلاوة، مع الإتقان والتحقيق والتدقيق.