العزلة السياسية والمنعطف المصيري: تحديات وآمال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
تتواصل التوترات والصراعات في الشرق الأوسط، والمنطقة العربية بشكل خاص، حيث يتصاعد العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينين في قطاع غزة، رغم قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا إلى وقف إطلاق النار، إلا أن الأحداث تظهر عدم وجود أدوات تنفيذية فعالة على الأرض لتحقيق هذا القرار.
ونتاج ما سبق يرى الخبراء انه قد تحدث تحولات سياسية ومصيرية جديدة، من شأنها تعزيز عزلة الاحتلال الإسرائيلي وزيادة تحدياته، مما قذ ينعكس إيجابا على آمال الشعب الفلسطيني في تحقيق حقوقه واستعادة أراضيه.
فمن ناحيته قال محمد فوزي، باحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أن قرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن الدولي لم يقم بتوفير الأدوات التنفيذية اللازمة لتحقيقه على أرض الواقع.
وأضاف إلى أن الدور الأميركي حاسمًا في المساعي الدولية للتأثير على إسرائيل وجعلها تلتزم بالقرارات الدولية، مشيرا أن عزلة الاحتلال الإسرائيلي تزداد على الساحة الدولية بسبب استمراره في الحرب على قطاع غزة، وتأتي تقارير المبعوثة الأممية للأراضي الفلسطينية التي تدين إسرائيل بممارسة الفصل العنصري والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، لتؤكد هذه العزلة وتسهم في تعزيز الموقف الدولي المناهض لسياسات الاحتلال.
بري الباحث ان زيارة الأمين العام للأمم المتحدة الأخيرة لمصر كانت تحمل إسرائيل مسؤولية الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة وهذا يعتبر منعطفًا مهمًا.
وفي هذا السياق، أعرب السيد هنية، رئيس السلطة الفلسطينية، عن رأيه أمام وسائل الإعلام، مؤكدًا فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية في عدوانه على قطاع غزة، والذي يبدو أنه بدأ يفقد غطاءه السياسي.
أكد هنية ان الأحداث تشير إلى تراجع النفوذ السياسي للكيان الإسرائيلي وانخفاض سطوته على الساحة الدولية، وأن الاحتلال لم يتمكن من تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية في عدوانه الأخير على قطاع غزة، مما يشير إلى تراجع قوته وفقدان غطاءه السياسي.
فيما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" مخاوف الكاتب يوسي كلاين هاليفي بشأن عودة إسرائيل إلى حالة العزلة الدولية، وتحذر من تأثير ذلك على صورتها العالمية، حيث يشير إلى أن الذكرى المؤلمة للهولوكوست والعزلة التي تعانيها إسرائيل قد تعود لتؤثر على مستقبلها.
ويشدد الكاتب على أن إسرائيل تعاني من انفصال أخلاقي عن المجتمع الدولي في ظل تصاعد معاداة السامية، ويحذر من تصاعد الصراع الذي يجعل البعض يرون حماس بصورة إيجابية وإسرائيل بصورة سلبية.
وفي المقال آخر نشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يتناول الكاتب آفي أزيكروف الجانب السياسي للصراع في غزة ويعبر عن قلقه من تأثير السياسات الحكومية على صورة إسرائيل عالمياً.
يشير الكاتب إلى أن النجاح العسكري لقوات الدفاع الإسرائيلية يمكن أن يتحول إلى فشل سياسي إذا لم تتم معالجة المشاكل الجذرية في الصراع.
ويستنكر الكاتب الصورة النمطية التي يروج لها بعض الأفراد في العالم والتي تصور إسرائيل بأنها إرهابية، في حين ينظرون إلى حماس على أنها تدافع عن الحرية.