اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

تقرير استراتيجي: هل يشهد 2024 انفراجة في الملف الرئاسي للبنان؟

أصدر مركز المستقبل للدراسات والأبحاث المتقدمة دراسة تحليلية عن الانتخابات في لبنان ومستقبل ذلك البلد حيث تحكمه توازنات وتحركات إقليمية، وحددت الدراسة نقاطا للتأثيرات علي الانتخابات وهي كالتالي.

العامل الخارجي:

يؤدي العامل الخارجي دوراً محورياً في ملف انتخاب رئيس لبنان تقليدياً؛ لكون الوصول إلى هذا المنصب محكوما بتوازنات وتحركات إقليمية ودولية، بل وبمصير العلاقات بين القوى وما قد ينجم عنها من تفاهمات. ويمكن القول إن هذا الملف سيظل محكوما بمصير التفاهمات التي يمكن أن تنشأ بين الولايات المتحدة وإيران إزاء مجموعة من ملفات المنطقة. ولمّا كانت هذه التفاهمات بعيدة عن التوصل إليها حتى الآن بحكم الانشغال بمآلات حرب غزة من جانب والتصعيد في البحر الأحمر من جانب آخر، وكذا الانشغالات الداخلية وخاصة الانتخابات الأمريكية المقبلة وترتيباتها، يمكن القول إن تأثير هذا العامل الخارجي على انتخاب رئيس لبنان سيظل مُرجأً إلى مرحلة لاحقة.

الارتهان بمآل حرب غزة:

في ضوء انغماس حزب الله في التصعيد الجاري مع إسرائيل في جنوب لبنان، وتأكيده استمرار معركة الإسناد لفصائل المقاومة ما استمرت الحرب، يمكن القول إن الحزب لن يحقق أي اختراق في ملف انتخاب الرئيس إلا بعد تبيان مآل حرب غزة وما ستنتهي إليه، لا سيّما مع وجود تصريحات متوالية من قادة عسكريين إسرائيليين بضرورة شن عملية استباقية ضد حزب الله في لبنان، وهو ما إن حدث سيكون له بالغ الأثر على لبنان في مجمله سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً. يُضاف إلى ذلك أن المعادلة السياسية والعسكرية اللبنانية قد تتغير إذا ما نجحت الجهود التي يقودها المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين فيما يتعلق بتطبيق القرار الأممي 1701 وما يرتبط به من وقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله ونشر قوات الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني وصولاً إلى الحدود الجنوبية وإخلاء المنطقة من السلاح. وبناءً على ذلك ليس من المتوقع تكثيف الضغوط لانتخاب الرئيس إلا بالتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة أو على أقل تقدير وقف طويل الأمد.

وفي التقدير، يمكن القول إنه على الرغم من كل المؤشرات الإيجابية التي طرحها الحراك المتنامي لملء الشغور الرئاسي في لبنان، فإن اصطدام تلك المؤشرات بالعراقيل الثابتة قد يُرجئ التسوية إلى مرحلة لاحقة. ويمكن القول إن ذلك الحراك على اتساعه لم يحظ حتى الآن باهتمام أمريكي حقيقي، وسيكون تحقيق الاختراق في هذا الملف مرهوناً بهذا الاهتمام الأمريكي الذي إن تحقق فإنه سيستطيع التوصل إلى تسوية سواء أكانت ضمن نفس إطار تسوية غزة أم مكملة لها.

جدير بالذكر أن مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، هو مركز تفكير Think Tank مستقل، أنشئ عام 2014، في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، للمساهمة في تعميق الحوار العام، ومساندة عملية صنع القرار، ودعم البحث العلمي فيما يتعلق باتجاهات المستقبل، التي أصبحت تمثل مشكلة حقيقية بالمنطقة في ظل حالة عدم الاستقرار وعدم القدرة على التنبؤ خلال المرحلة الحالية، بهدف المساهمة في تجنب "صدمات المستقبل" قدر الإمكان.

موضوعات متعلقة