اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
الجامع الأزهر يواصل اختبارات البرنامج العلمي للوافدين بالجامع الأزهر وزارة الأوقاف المصرية: موضوعات خطب الجمعة لشهر ديسمبر تستهدف بناء الإنسان وصناعة الحضارة الأزهر الشريف: الإسلام اعتنى بأصحاب الهِمم عنايةً خاصةً وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نفرق بين لبنان وحزب الله مرصد الأزهر: تصريحات بن غفير محاولات صهيونية يائسة لتغيير هوية الأرض المقدسة في اليوم العالمي لذوي الهمم.. مفتي الديار المصرية: موازين الكرامة في الإسلام تعتمد على التقوى 44502 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة الأوقاف الفلسطينية توثق اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المساجد والمقدسات خلال نوفمبر 2024 كتائب حزب الله تدعو بغداد لإرسال قوات لدعم الجيش السوري في مواجهة الفصائل المعارضة فرنسا على حافة الهاوية.. أزمة حكومية تهدد الاستقرار الاقتصادي والسياسي غدا.. ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يناقش التربية الربانية لرسول الإنسانية وزير الأوقاف المصري: العيد الوطني للإمارات يمثل ذكرى خالدة للوحدة والاتحاد

الصراع الروسي الأمريكي في أفريقيا.. تنافس على النفوذ وموارد القارة

الصراع الروسي الأمريكي في أفريقيا
الصراع الروسي الأمريكي في أفريقيا

تشهد القارة الأفريقية حاليًا صراعًا جيوسياسيًا متناميًا بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث تسعى كلتا القوتين إلى تعزيز نفوذها وتوسيع مصالحها في المنطقة الغنية بالموارد. وتتجلى مظاهر هذا الصراع في مجالات متعددة، تشمل:

الدعم العسكري

تقدم روسيا الدعم العسكري والتدريب لعدد من الدول الأفريقية، مثل جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي والسودان. وتلعب مجموعة فاغنر شبه العسكرية، التي تدعمها روسيا، دورًا بارزًا في تقديم خدمات الأمن في بعض الدول.

تُقدم الولايات المتحدة أيضًا مساعدات عسكرية وأمنية لدول أفريقية، وتُركز على مكافحة الإرهاب وتدريب قوات حفظ السلام.

الاستثمارات:

تُكثّف روسيا استثماراتها في قطاعات البنية التحتية والتعدين والطاقة في أفريقيا. وتسعى إلى تعزيز علاقاتها التجارية مع الدول الأفريقية.

تُعدّ الولايات المتحدة من أكبر المستثمرين في أفريقيا، وتُركز على الاستثمار في مجالات الصحة والتعليم والتنمية الاقتصادية.

الدبلوماسية

تعزز روسيا علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الأفريقية من خلال عقد القمم والمؤتمرات. وتسعى إلى كسب دعم الدول الأفريقية في المحافل الدولية.

تعمل الولايات المتحدة على تعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية من خلال برامج المساعدة الإنمائية والمبادرات الدبلوماسية. وتسعى إلى إقامة شراكات مع الدول الأفريقية في مجالات مكافحة الإرهاب والتغير المناخي.

عوامل تدفع الصراع

المنافسة على الموارد، حيث تتمتع أفريقيا بثروات طبيعية هائلة، مثل النفط والغاز والمعادن، مما يجعلها ساحة مهمة للتنافس بين القوى العالمية، كما تسعى كل من الولايات المتحدة وروسيا إلى توسيع نفوذها الجيوسياسي في أفريقيا، وتعزيز مكانتها كلاعب دولي رئيسي، كما تختلف الولايات المتحدة وروسيا في أنظمتهما السياسية ونظرتيهما للعالم، مما يخلق توترًا في علاقاتهما مع الدول الأفريقية.

يمكن أن يؤدي الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا إلى زعزعة الاستقرار في بعض الدول الأفريقية، وتفاقم الصراعات الداخلية، وقد تُعيق المنافسة بين الولايات المتحدة وروسيا جهود التنمية في أفريقيا، وتُشتت انتباه الدول عن احتياجاتها الأساسية، وقد تُضطر بعض الدول الأفريقية إلى الانحياز لأحد طرفي الصراع، مما قد يُقلّل من سيادتها ويُحدّ من قدرتها على اتخاذ قرارات مُستقلة.

تشكل الرغبة في إحباط أهداف السياسة الأمريكية في إفريقيا، الدافع الرئيسي للكرملين في استراتيجيته الإفريقية، بجانب هدف الوصول إلى موارد القارة السمراء.

ومنذ عام 2006، سعى بوتين إلى إعادة بناء وجود روسي في إفريقيا، الذي ضعف بشدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وبين عامي 2015 و2019، وقعت موسكو نحو 19 اتفاقية تعاون عسكري مع الحكومات الإفريقية.

وتعتبر شركات الأمن الخاصة، الأداة الأبرز روسيًا، حيث توسع دور فاجنر ما بين تقديم التدريبات على مكافحة التمرد ومكافحة الإرهاب وتقديم المشورة للحكومات المحلية، وخلال 2017، نشرت فاجنر 500 رجل لإخماد الانتفاضات المحلية في السودان، كما ساندت الرئيس فوستن تودايري في جمهورية إفريقيا الوسطى، ضد المتمردين منذ عام 2018.

وفي السياق ذاته، تدخلت قوات فاجنر في ليبيا لدعم القائد العسكري خليفة حفتر في حربه ضد حكومة ليبيا السابقة برئاسة فايز السراج، وتدخلت في عام 2017، لدعم حكومة موزمبيق لمكافحة حركة الشباب الإرهابية.

ويعد غرب إفريقيا ساحة بارزة للتدخل العسكري الروسي، حيث بوركينا فاسو وغينيا ليبيريا وسيراليون وساحل العاج، كما

زادت مجموعة فاجنر من وجودها في مالي في الأشهر الماضية بقوة قوامها ألف فرد، تزامنًا مع انسحاب القوات الفرنسية، وأقامت المجموعة علاقات مع المجلس العسكري في مقابل تقديم الحماية.

وتعتبر صادرات الأسلحة من أهم مظاهر التعاون العسكري بين روسيا والدول الإفريقية، إذ نمت صادراتها الدفاعية إلى إفريقيا بجانب الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، والصين كأكبر مصدرين للأسلحة للقارة، واستحوذت موسكو وحدها على 20% من حصة سوق السلاح في إفريقيا، وتأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة (37%)، وتأتي بعدهما فرنسا بنسبة 8.2% وألمانيا 5.5٪ والصين 5.2% وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.