جامع اللاهوت.. المسجد الذي لم يكتمل في السنغال
مسجد اللاهوت وهو مسجد يقع في مدينة واكام في السنغال. بني عام 1997 ويحتوي على مئذنتين ويطل المسجد على المحيط الأطلسي، حيث يقع المسجد بالقرب من الشاطئ عند الكورنيش الغربي.
يتميز المسجد بمئذنته المرتفعة 45 مترًا، والتي تُعد واحدة من أطول المآذن في السنغال. كما يتميز المسجد بتصميمه المعماري الفريد، الذي يمزج بين العناصر الإسلامية والأفريقية.
يُعد مسجد اللاهوت من أهم المعالم الدينية في السنغال، وهو وجهة سياحية شهيرة. يُقام فيه العديد من الفعاليات الدينية والثقافية، مثل صلاة الجمعة ودروس القرآن الكريم.
جاءت الفكرة الأصلية لبناء المسجد لأول مرة من محمد جورجي سيني غييه في عام 1973، وتم بناء المسجد الفعلي من قبل الشيخ نجوم، ولم يكتمل بناء المسجد حتى عام 1997.
لم يتم دفع أي أموال لأي شخص أثناء بناء المسجد، بل تم بناؤه بفضل التبرعات، ويتميز المسجد بتصميمه المعماري الفريد، الذي يمزج بين العناصر الإسلامية والأفريقية، يُعرف مسجد اللاهوت أيضًا باسم مسجد واكام الكبير.
أطلقوا عليه "المسجد الذي لم يكتمل" (Mosqué Innachevée) وتركوا إحدى مآذنه ناقصة تخليدا لقصته التي كانت إحدى أولى مواجهات "الحركة الإصلاحية" مع نظام الرئيس الأول للسنغال سينغور بعد أن حاول منع بناء المسجد.
المسجد يقع في حي "باتريى" قرب المطار حيث تقع معسكرات الجنود الأميركيين خلال الحرب العالمية الثانية، وحيث يسكن اليوم أطر ومسؤولو وكالة أمن الملاحة الجوية في فرنسا وأفريقيا، وقد بدأت فكرة إنشائه على يد مجموعة من السنغاليين العاملين في مجال الطيران وأمن الملاحة الجوية.
المساجد في السنغال لها رمزيتها، وتاريخها جزء من تاريخ الدين الإسلامي في هذا البلد، الذي دخله الإسلام في مرحلة مبكرة (القرن الثاني الهجري حسب بعض الدراسات)، لكنه لم يبرز كقوة مؤثرة إلا في القرن العاشر عندما قامت "مملكة التكرور" التي استفادت من وجود المرابطين حينئذ.
ومنذ ذلك التاريخ عرف الإسلام مدا وجزرا في السنغال إلى أن فرض سيطرته شبه الكاملة بإقامة عدد من الإمارات والدول الإسلامية، من أهمها دولة الأئمة في بلاد "بُنْدُ" شرقي السنغال، ثم دولة الأئمة (1776-1891) في بلاد "فوتَا تورُ" شمالي السنغال، وفقا دراسة أستاذ الفكر الإسلامي بجامعة دكار محمد سعيد باه.
ورغم ظهور المساجد في السنغال منذ ما قبل الاستعمار، فإن "المسجد الذي لم يكتمل" شكل فتحا في مجال انتشار المساجد في العاصمة السنغالية دكار، لتصبح اليوم جزءا من المشهد العام في كل أحيائها، خاصة الأحياء الراقية التي تقول رابطة الأئمة والدعاة إن سينغور كان حريصا على أن تظل خالية من أي مظهر ديني.