آمال بتطبيع العلاقات.. جهود روسية لتقريب وجهات النظر بين تركيا وسوريا

تشهد العلاقات التركية السورية تحولات ملحوظة بعد سنوات من التوترات والصراعات، نتيجة للمفاوضات المستمرة بوساطة روسية، وتتزايد الآمال بإمكانية تطبيع العلاقات بين البلدين، خاصة بعد اللقاءات العسكرية الأخيرة التي عقدت في قاعدة "حميميم" الجوية الروسية، مما يشير إلى احتمال عودة التواصل والتعاون بين أنقرة ودمشق في المستقبل القريب.

وتتناول هذه المفاوضات قضايا حيوية تتعلق بالأمن والاستقرار على الحدود المشتركة بين البلدين، إضافة إلى جهود إعادة بسط سيطرة الحكومة السورية على كامل أراضيها، ويهدف هذا التطور إلى تحقيق استقرار إقليمي شامل وتقليل التهديدات الإرهابية العابرة للحدود، مما يعكس رغبة مشتركة في إنهاء الأزمة الطويلة وإعادة بناء العلاقات على أسس جديدة.

وأفادت صحيفة "إيديلنك" التركية، بان وفدين عسكريين من سوريا وتركيا أجريا مفاوضات في قاعدة "حميميم" الجوية الروسية، بوساطة من موسكو، ومن المتوقع أن يعقد الاجتماع المقبل في بغداد.

وبحسب الصحيفة، استؤنفت المفاوضات بين الدولتين، والتي كانت مجمدة منذ فترة، نقلاً عن مصادر مقربة من الحكومة السورية.

وأوضحت الصحيفة أن اللقاء تم في 11 من الشهر الجاري بين مسؤولين عسكريين من القوات المسلحة التركية والجيش السوري في قاعدة حميميم الجوية جنوب شرق اللاذقية. وخلال الاجتماع، تم بحث الأحداث الأخيرة في إدلب.

وأضافت الصحيفة أن المفاوضات جاءت بعد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان في موسكو.

وأكدت الصحيفة أن هذا الاجتماع كان الأول من نوعه لمناقشة القضايا الأمنية على الأراضي السورية، مشيرة إلى أن العلاقات بين سوريا وتركيا قد تشهد تقارباً أكبر.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاجتماع الدوري المقبل بين وفدي تركيا وسوريا سيعقد في العاصمة العراقية بغداد.

وكان الاجتماع الأول لوزراء خارجية الدول الأربع (روسيا، سوريا، إيران، وتركيا) قد عُقد في موسكو في 10 مايو 2023، ونتج عنه توجيه الوزراء بإعداد مسودة خارطة طريق لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا.

وفي وقت سابق، أعلن مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، أن موسكو قدمت للجانبين السوري والتركي مسودة خارطة طريق لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة.

وحدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأولويات في خارطة الطريق، والتي تشمل استعادة الحكومة السورية السيطرة على جميع أنحاء البلاد، وضمان أمن الحدود السورية التركية، والقضاء على احتمالية وقوع هجمات عبر الحدود وتسلل الإرهابيين.