رغم جهود التهدئة.. جيش الاحتلال يرفع جاهزيته لهجوم محتمل في لبنان وسط توترات متزايدة
تسعى الولايات المتحدة جاهدة للتوصل إلى "اتفاق دبلوماسي" يهدف إلى منع اندلاع "حرب شاملة" بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، ولتجنب توسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط. وفي الوقت الذي تعمل فيه واشنطن على هذه الجهود، يبدو أن تل أبيب غير مهتمة بذلك، حيث أعلن قائد عسكري إسرائيلي بارز أن "المهمة في قطاع غزة قاربت على الانتهاء" وأن الجيش "مستعد لحرب في الشمال".
جاءت هذه التصريحات بعد اجتماع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت في واشنطن، في مسعى لتهدئة الأوضاع والتوصل إلى اتفاق يسمح بعودة المدنيين على جانبي الحدود.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن الكولونيل دفير إدري، قائد اللواء 460 مدرعات، قوله: "نحن قريبون من الانتهاء في غزة، ومستعدون لمعركة في الشمال".
وفي بداية اجتماعه مع جالانت، صرح أوستن بأن "الدبلوماسية هي أفضل وسيلة لمنع مزيد من التصعيد"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تسعى بشكل عاجل للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يعيد الهدوء إلى الحدود الشمالية لإسرائيل ويمكن المدنيين من العودة إلى منازلهم بأمان.
يتصاعد التوتر في الشرق الأوسط على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، حيث يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
وتخشى الولايات المتحدة من أن أي هجوم إسرائيلي على لبنان قد يؤدي إلى صراع أوسع، خاصة إذا تعرض وجود حزب الله للتهديد
وفي مقابلة مع "جيروزاليم بوست"، قال "إدري" إن المواجهة التي تخوضها إسرائيل متعددة الجبهات ومع قوى متغيرة، مؤكداً استعداد الجيش لمعركة في الشمال.
وأضاف: "لن يكون الأمر سهلاً، لكن لدينا قادة وجنود ذوي خبرة مستعدين للقتال". وفيما يتعلق بالإرهاق بين الجنود، أعرب عن ثقته في قدرتهم على تنفيذ المهمة وإعادة أكثر من 100 ألف ساكن إلى منازلهم.
وفي المقابل، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنجبي، إن تل أبيب ستحاول حل الصراع مع لبنان دبلوماسيًا خلال الأسابيع المقبلة.
وأضاف أن إسرائيل ناقشت مع مسؤولين أمريكيين إمكانية التوصل إلى "ترتيب" مع حزب الله بعد انتهاء العمليات العسكرية في غزة.
من جهته، غادر وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، بيروت في جولة أوروبية وأمريكية، يسعى من خلالها لتجنب توسع الحرب. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية اللبنانية أن بوحبيب توجه إلى بروكسل لإجراء مباحثات مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، ومن ثم إلى الولايات المتحدة للقاء مسؤولين أمريكيين وأمميين، ثم سيزور كندا لمواصلة جهوده لتجنب حرب واسعة في الجنوب قد تتطور إلى صراع إقليمي مفتوح.
تأتي هذه التحركات في ظل تصعيد عسكري كبير في جنوب لبنان بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وتحذيرات أوروبية وأمريكية من احتمال خروج الوضع عن السيطرة واندلاع حرب شاملة في المنطقة.