السودان على شفير الكارثة.. تصعيد عسكري يعرقل جهود السلام ويهدد حياة المدنيين
اتهمت قوات الدعم السريع في السودان، الجيش السوداني بتكثيف الهجمات الجوية على المناطق السكنية واستهداف قوافل المساعدات الإنسانية، في سياق تصعيد عسكري يُعتبر بمثابة رسالة تحدٍ للمجتمع الدولي والولايات المتحدة التي تسعى لإحلال السلام.
وصرّحت قوات الدعم السريع بأنها شهدت، منذ وصول وفدها إلى جنيف تلبية لدعوة المفاوضات التي تهدف إلى وقف العدائيات وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية برعاية دولية وإقليمية، تكثيف الطيران الحربي للجيش السوداني لعملياته ضد المناطق المأهولة بالسكان. وأشارت إلى أن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين وتسببت في دمار واسع النطاق للبنية التحتية والمرافق العامة والخاصة.
وأوضحت قوات الدعم السريع أن الهجمات استهدفت ولايات سنار ودارفور والخرطوم وأم درمان، مما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين والنازحين. وأكدت أن "الانقلابيين والحركة الإسلامية الإرهابية" يسعون من خلال هذه الهجمات إلى تجاهل الجهود الدولية والإقليمية لإنهاء معاناة السودانيين، وأنهم يتبعون استراتيجية "الأرض المحروقة" لاستهداف الأبرياء على أسس جهوية ومناطقية.
في المقابل، يصر الجيش السوداني وداعموه من القوى الإسلامية على الحسم العسكري، رغم تأكيد المؤشرات الميدانية على عدم قدرتهم على تحقيق هذا الهدف نتيجة للخسائر الفادحة التي تكبدوها وتوسع عزلتهم الدولية.
غاب وفد الحكومة السودانية عن محادثات الأزمة التي بدأت في جنيف في 14 أغسطس، رغم دعوة أمريكية صدرت في 23 يوليو، بينما شارك وفد قوات الدعم السريع في المفاوضات. واشارت الولايات المتحدة إلى أن هذه المفاوضات تمثل "نموذجًا جديدًا" تسعى لبنائه.
وكان وفد الحكومة السودانية قد أبدى تمسكه بتنفيذ "إعلان جدة" الصادر في مايو 2023، والذي ينص على "الامتناع عن أي هجوم عسكري يسبب أضرارًا للمدنيين"، و"التأكيد على حماية المدنيين"، و"احترام القانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان".
من جهة أخرى، شهدت العلاقات بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان والجانب الأميركي توترًا كبيرًا، حيث أعلن المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو إلغاء لقاء مع وفد الحكومة السودانية كان مقررًا بالقاهرة، بسبب ما وصفه بـ "خطأ بروتوكولي".
ومنذ منتصف أبريل 2023، استمرت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن مقتل نحو 18,800 شخص ونزوح قرابة 10 ملايين آخرين، وفقًا للأمم المتحدة. وتتصاعد الدعوات الأممية والدولية لإنهاء النزاع لتجنب كارثة إنسانية شديدة بدأت تدفع الملايين نحو المجاعة والموت بسبب نقص الغذاء في 13 من أصل 18 ولاية سودانية.