إثيوبيا تدعو للحوار وتنتقد توسيع الخلافات مع الصومال وسط تحركات إقليمية جديدة
جددت إثيوبيا تأكيدها على أهمية "الحوار" مع مقديشو لحل الخلافات المتعلقة بمذكرة التفاهم مع أرض الصومال، منتقدةً ما اعتبرته محاولات مقديشو لتوسيع نطاق النزاع، جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية الإثيوبي، تاي أصقي سيلاسي، لعرض أحدث التطورات في منطقة القرن الأفريقي.
وأكد سيلاسي أن إثيوبيا تواصل التزامها بالحلول السلمية عبر الحوار لحل الخلافات مع الصومال، مشيراً إلى أن "خيارنا هو الاستمرار في الحوار مع الصومال في الوقت الذي يبدو فيه أن الجانب الصومالي يسعى لتفاقم الخلافات."
وكانت تركيا قد أطلقت مبادرة للوساطة بين الصومال وإثيوبيا، واستضافت جولتين من المفاوضات بين البلدين بشأن النزاع حول اتفاقية تتعلق بميناء وقعته أديس أبابا مع منطقة أرض الصومال الانفصالية في بداية العام الماضي، والتي تتيح لإثيوبيا استخدام سواحل المنطقة على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية.
وأشار سيلاسي إلى أن "من غير المعقول أن تقلل مقديشو من تضحيات قوات الجيش الإثيوبي التي دعمت استقرار الصومال على مدار السنوات الماضية"، مضيفاً أن إثيوبيا قد بذلت جهوداً كبيرة لبناء جيش صومالي قادر على حماية أراضيه ومكافحة حركة الشباب.
كما وصف وزير الخارجية الإثيوبي حركة الشباب الصومالية بأنها "من أغنى وأخطر الحركات الإرهابية"، مشيراً إلى تحركات الحكومة الصومالية مع "جهات لم يسمها" تسعى لزعزعة استقرار المنطقة، وهو ما اعتبره أمراً "مستغرباً للغاية."
ودعا سيلاسي الصومال إلى "وقف تحركاته مع جهات تهدف إلى استهداف مصالح إثيوبيا"، موضحاً أن إثيوبيا ستواصل سعيها لتحقيق السلام والصبر في ظل السياسة الصومالية الحالية بالتعاون مع جهات خارجية، ولكن هذا الصبر له حدود.
في حين لم يوضح سيلاسي الجهات التي يقصدها، جاء ذلك بعد يومين من إعلان سفير الصومال لدى مصر، علي عبدي أواري، عن وصول المعدات والوفود العسكرية المصرية إلى مقديشو في إطار مشاركة مصر بقوات حفظ السلام، لتكون بذلك أول دولة تنشر قوات لدعم الجيش الصومالي بعد انسحاب قوات الاتحاد الأفريقي.
وفي يوم الأربعاء، أعربت وزارة الخارجية الإثيوبية عن "قلقها" إزاء الانتقال من بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال إلى بعثة جديدة لدعم السلام دون الأخذ بعين الاعتبار دعوات إثيوبيا، معتبرةً أن ذلك يشكل "مخاطر على المنطقة."
وأشارت إثيوبيا إلى أنها "لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تقوم جهات فاعلة أخرى باتخاذ تدابير لزعزعة استقرار المنطقة"، مؤكدةً أنها "تراقب التطورات التي قد تهدد أمنها القومي."
ويأتي ذلك بعد توقيع مصر والصومال على بروتوكول تعاون عسكري خلال زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى القاهرة منتصف الشهر الجاري.