مرصد الأزهر يحذر من سعي نتـ نيا هو لإشعال حرب دينية شاملة تهدد المنطقة برمتها
حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب، من أن الصمت المطبق أمام ما يتعرض له الأقصى المبارك من تصريحات متطرفة وانتهاكات واقتحامات متواصلة من قبل المستوطنين وكبار قادتهم وحا خاماتهم، وأداء الصلوات والطقوس التلـ مودية والسجود الملحمي، وسط موافقة وحماية شرطة الاحتـ لال التي كانت حتى وقتٍ قريبٍ تمنع ذلك، قد يدفع الصـ هاينة في القريب العاجل إلى التجرؤ على هدم مصلى باب الرحمة وبناء معبد يهـ ودي، كخطوة أولية تمهد لبناء الهيـ كل المزعوم، الأمر الذي سيؤدي إلى إشعال حرب دينية شاملة تهدد المنطقة برمتها
تزامنًا مع دخول العدوان الصهـ يو ني على غـ زة شهره الثاني عشر، شهد شهر أغسطس المنصرم، اقتحام ما يزيد عن 7000 مستوطن لباحات الأقصى المبارك، وذلك في إطار العديد من الفعاليات والمناسبات الصهـ يو نية (فضلًا عن الاقتحامات اليومية المعتادة)، إضافة إلى التصريحات شديدة التطر ف، والتي تعكس جرأةً غير مسبوقة تجاه الحرم القدسي الشريف.
وفيما يلي عرض لأبرز الانتهاكات التي تعرض لها الأقصى على يد الاحتـ لال في أغسطس الماضي:
• في يوم الأحد 11 أغسطس: شارك مئات المستوطنين في سلسلة بشرية حول المسجد الأقصى المبارك من حائط البراق إلى باب الرحمة، استجابةً لدعوة أطلقتها جماعات الهيـ كل المزعوم؛ مطالبين بإعادة الاستيطان في جوش قطيف (قلب قطاع غـ زة)، وإعلان السيادة الصهـ يو نية الكاملة على المسجد الأقصى المبارك. كما شارك في تلك الفعالية التي أطلقوا عليها "سلسلة النصر"، عضوين من أعضاء الكنيـ ست اليمينيين (ليمور سون هار ملخ، وتصفي سوكوت) اللذان أعلنا دعمهما لتلك الفاعلية.
وكان الصحفي "ينون ميجال" قد نشر، عبر صفحته على منصة إكس، صورة لنشطاء من جماعات الهـ يكل (المزعوم) وهم يتدربون على ممارسة طقوس البقرة الحمراء، التي تهدف إلى التبشير ببناء هيكلهم (المزعوم) على أنقاض المسجد الأقصى المبارك.
• يوم الثلاثاء 13 أغسطس (التاسع من آب بالتقويم العبري): كان الأقصى على موعد مع ذكرى ما يُطلق عليه "خراب الهـ يكل"؛ حيث شهدت باحات الأقصى المبارك اقتحام نحو 3 آلاف مستوطنًا منذ الفترة الصباحية للاقتحامات التي تمتد خلال فترة الصيف من 7 صباحًا إلى الحادية عشر ونصف ظهرًا، حيث حوَّلت قوات الاحتـ لال ساحات الأقصى المبارك لثكنة عسكرية، بهدف تأمين المستوطنين المتطرفين الذين رفعوا علم كيانهم الغاصب داخل باحات المسجد المباركة. وكان على رأس المقتحمين وزير الأمن الصهـ يوني الداخلي، إيتمار بن جفير (للمرة الثالثة منذ العدوان على غـ زة)، برفقة عدد من المسئولين الآخرين، مثل: وزير النقب والجليل "يتسحاق فاسرلئوف"، وعضو الكنيـست "عميت هاليفي"، صاحب مخطط تقسيم الأقصى بين المسلمين واليهـ ود، وعدد من حا خامات الصهـ يونية الدينية من أصحاب الفكر المتطرف.
ومن تصريحات "بن جفير" في ذلك اليوم: "هناك تقدمٌ كبيرٌ جدًا في فرض السيادة الصـ هـيو نية والسلطة على المسجد الأقصى، وسياستنا تسمح لليهـ ود بالصلاة فيه". كما رفض المسؤول المتطرف المباحثات الساعية إلى وقف العدوان على غـ زة بقوله: "يجب ألا نذهب إلى المؤتمرات في الدوحة أو القاهرة، بل الانتصار على الفلسـ طينيين وتركيعهم".
• في يوم الأحد 25 أغسطس: قامت مجموعة من المستوطنين بقيادة الحا خام "إليشع ولفسون" (رئيس المدرسة الدينية اليهـ ودية في القدس المحتلة) بممارسة الصلوات التلمـ ودية، والسجود على أعتاب باحات المسجد الأقصى المبارك. في مشهد استنكرته بعض الطوائف اليهـ ودية، واعتبرته بمثابة إلقاء مزيد من الوقود على النار المشتعلة، فيما وصفه آخرون بـ"المشهد التاريخي".
وفي تصريح لـ"ولفسون" يعكس فيه السياسة الصهـ ـيونية المتبعة تجاه الأقصى، ذكر فيه أن شرطة الاحتـلال تسمح لليـ هود بالصلاة والسجود عند باحات الأقصى، معقبًا: "نحن ننتصر ونرى بأمِّ أعيننا تحقيق النبوءات، وبفضل هذا سيتم بناء الهيـ كل... فكما سُمِح لنا بالصلاة والسجود في هذا المكان الآن، فإن إعادة بناء الهيـ كل ليست منا ببعيد".
وبحسب بيان المدرسة الدينية، فإن الحا خام "ولفسون" ورفاقه قد أدَّوا صلاة شكر، وانبطحوا باسطي أيديهم وأرجلهم؛ وهو نوع من الطقوس التعبدية مسموح به فقط فيما يُطلقون عليه زورًا جبل الهيـ كل (المزعوم)، يعنون: الأقصى المبارك. كما أشارت "المدرسة" إلى أن الوضع القائم الآن لم يكن ليسمح بمثل هذا النوع من الصلوات (بحسب القانون)، بيد أنه في الأسابيع الأخيرة لم تقم الشرطة باعتقال الأشخاص الذين أدَّوا الصلوات في (جبل الهيـ كل) بحسب قولهم. وعقب انتشار مقاطع فيديو للمتطر فين الصـ هاينة وهم يسجدون في باحات الأقصى المبارك، واصل وزير الأمن "بن جفير" تصريحاته المتطرفة بحق الأقصى المبارك؛ حيث صرح في لقاءٍ أجراه، صباح الخميس 26 أغسطس، عبر إذاعة جيش الاحتـ لال، أنه يعتزم القيام ببناء كُنيّسٍ خاصٍ باليـ هود في الحرم القدسي الشريف. ويعتبر هذا من أقوى التصريحات التي تأتي على لسان مسؤول أمني، والتي تؤكد نوايا الاحتـ لال الخبيثة في تقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا.
• في إطار سعيها لتهو يد المسجد الأقصى، قامت منظمة "بيادينو" بإطلاق موقعًا باللغة العربية للتعريف بالأقصى باعتباره هيكلًا لليـ هود، وإعطاء معلومات مغلوطة للقارئ العربي حول الحرم القدسي؛ إذ تزعم المنظمة أنها ستنشر من خلال الموقع فيديوهات تشرح من خلالها لأبناء العالمين الإسلامي والعربي، بل والعالم أجمع، علاقة اليـ هود بالحرم القدسي، وتحطيم ما أسمته كذبة تسمية جبل الهيـ كل بـ"الأقصى". كما احتفلت هذه المنظمة عبر صفحتها على موقع "فيس بوك" بتسجيل رقم غير مسبوق في أعداد مقتحمي المسجد الأقصى خلال العام العبري –الذي بدأ 15 سبتمبر 2023 وينتهي في 2 أكتوبر 2024 - حيث أعلنت منظمة "بأيدينا من أجل الهيـ كل" اقتحام ما يزيد عن 50 ألف مستوطن لساحات المسجد الأقصى منذ بداية العام العبري، بزيادة تقدر بنحو 8% عن العام قبل الماضي والذي كان يعدّ هو العام الذي شهد أكبر عدد من المقتحمين، إذ اقتحم خلاله 46344 مستوطن باحاته المقدسة، وبزيادة تقدر بنحو 14% عن العام العبري الماضي، والذي شهد اقتحام 43893 مستوطن.
• في يوم الثلاثاء، 27 أغسطس: وافق مكتب رئيس وزراء الكيان الصـ هيو ني وقيادة الأمن القومي على خطة وزارة التراث إصدار جولات إرشادية لليهـ ود في المسجد الأقصى المبارك، بتمويل يقدر بـ2 مليون شيكل، من ميزانية الحكومة. وردًا على هذا الإعلان، صرحت وزارة التراث أنها "تعتزم إطلاق جولات إرشادية في المسجد الأقصى المبارك، والتي ستسمح لأول مرة لآلاف اليـ هود، ومئات الآلاف من السياح الذين يزورون الأقصى كل عام، بالاستماع إلى التراث اليـ هودي للأقصى بنسخة تاريخية دقيقة، خالية من الروايات البديلة والكاذبة (بحسب زعمهم).
• يتعرض الأقصى يوميًّا (عدا الجمعة والسبت) لاقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتـ لال، على فترتين (صباحية ومسائية) في محاولة لتغيير الأمر الواقع بالأقصى ومحاولة فرض السيادة الكاملة عليه.
وتأتي تلك الخطوات والتصريحات المتطرفة مع تعاظم سياسات التهـ ويد التي تنتهجها الحكومة اليمينية الأكثر تطرفًا منذ خيم الاحتـ لال شبحه على أرض فلسـ طين، والتي تستهدف المسجد الأقصى المبارك، متمثلة في تكثيف الاقتحامات وتشجيع المتطر فين اليـ هود على أداء الصلوات العلنية، وتقديم الدعم المالي لهم، وإطلاق الحملات الترويجية للهيكل المزعوم لخلق حالة من الوعي المزيف، ومحاولات تقسيم الأقصى زمانيًّا ومكانيًّا بين المسلمين واليهـ ود، لفرض واقع جديد، مع تضييق القيود على وصول المسلمين، وسن القوانين التي تمنع أعمال الترميم بالمسجد في وقتٍ تتزايد فيه المخاطر جراء الحفريات الصـ هيو نية المتكررة.