حركات مسلحة جديدة في شرق السودان.. استجابة للخوف أم بداية لصراع جديد؟
تتزايد المخاوف في إقليم شرق السودان بعد ظهور حركات مسلحة جديدة خلال الأشهر الأخيرة، في ظل تصاعد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي امتدت إلى ولايات وسط البلاد وبدأت تهدد الاستقرار في المنطقة الشرقية. يُشير المراقبون إلى أن تأسيس هذه الحركات جاء نتيجة لمخاوف السكان من تعرضهم لانتهاكات إذا ما اندلعت المعارك في الإقليم، كما حدث في ولايتي الجزيرة وسنار.
تشكيل الحركات المسلحة في شرق السودان
في ولاية كسلا، برزت أربع حركات مسلحة جديدة، وهي "حركة تحرير شرق السودان" بقيادة إبراهيم دنيا، و"حركة الأورطة الشرقية" برئاسة الأمين داؤود، و"الحركة الوطنية للعدالة والتنمية" تحت قيادة رجل الدين سليمان علي بيتاي، و"مؤتمر البجا" بقيادة موسى محمد أحمد. وقد حذر الأمين السياسي للمجلس الأعلى لنظارات البجا، سيد أبو آمنة، من خطر هذه الحركات، واعتبر أنها ناتجة عن تأثير النظام السابق، مع وجود تمويل سوداني وإشراف إريتري.
دعوات للتسليح والتحشيد
شهدت المنطقة دعوات متزايدة للتسليح، حيث أفادت الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية، التي أُسست بعد سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير في 2019، بأن القلق الاجتماعي والسياسي الناتج عن الحرب قد دفع العديد من السكان إلى الانخراط في حركات مسلحة. يشير التقرير إلى أن رقعة الحرب اتسعت مع وصول قوات الدعم السريع إلى مشارف ولاية القضارف، مما أدى إلى رفع مستوى التحشيد العسكري في المنطقة.
تأثيرات إقليمية ودولية
ترتبط الأوضاع في شرق السودان بشكل وثيق بتأثيرات خارجية، خاصة من دول الجوار. يلفت التقرير إلى أن إريتريا تهتم بالوضع في شرق السودان، نظرًا للتداخل القبلي بين البلدين. وبحسب التقرير، يُعتبر وجود اللاجئين الإريتريين في السودان دافعًا لاهتمام السلطات الإريترية بالمنطقة.
واقع معقد
يعكس الوضع الحالي في شرق السودان حالة من القلق والخوف بين السكان المحليين، حيث يسعى الناشطون إلى التعبير عن مخاوفهم بشأن الانتهاكات المحتملة. يعتبر الناشطون أن تأسيس هذه الحركات المسلحة يأتي كرد فعل على ما تمارسه قوات الدعم السريع من انتهاكات، ويشددون على ضرورة وقف الحرب للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
دعوات للحل السلمي
يتفق العديد من المراقبين على أنه لا يمكن حل الأوضاع المتأزمة في شرق السودان إلا من خلال جهود جدية لوقف القتال وعودة الدولة لممارسة سلطاتها، وذلك في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المجتمع المحلي بسبب انتشار الحركات المسلحة والمخاطر المرتبطة بها.
أعلن الجيش السوداني، يوم الجمعة الماضي، أن قواته البحرية استقبلت قطعاً بحرية من البحرية الإريترية. وأفاد رئيس وفد إريتريا أن هذه الزيارة تهدف إلى تأكيد دعم القيادة الإريترية للشعب السوداني في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وتعزيز العلاقات التاريخية الراسخة بين الدولتين.