صراع البقاء.. حزب الله في مواجهة تداعيات مقتل نصر الله وتهديدات جديدة
في سلسلة من الأحداث المأساوية، تعرض «حزب الله» اللبناني لصدمة كبيرة انتهت بمقتل أمينه العام، حسن نصر الله، نتيجة غارة إسرائيلية يوم الجمعة. صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية ربطت هذه الأحداث بالأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها نصر الله في تقييمه للأوضاع الإقليمية.
بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر ، قرر نصر الله الانضمام إلى الصفوف ودعم حماس في مقاومتها. وقد دعا جميع حركات المقاومة المدعومة من إيران، من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن، للمشاركة في الحرب ضد إسرائيل. ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن نصر الله ارتكب خطأين استراتيجيين: الأول كان التقليل من شأن إسرائيل وقدراتها العسكرية، والثاني كان المبالغة في تقدير قدرة إيران وميليشياتها على دعم جهود المقاومة.
وعلى الرغم من أن حزب الله يمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ باليستية موجهة، إلا أن تأثير هذه الأسلحة على إسرائيل كان ضئيلاً، حيث لم تُسجل أي إصابات في الجانب الإسرائيلي منذ 19 سبتمبر. في الوقت نفسه، أدى الصراع إلى مقتل أكثر من 1000 شخص في لبنان، مما أثار قلقًا واسعًا في المجتمع اللبناني حول جدوى استمرار الحزب في المواجهة.
تداعيات مقتل نصر الله.. حزب الله في مواجهة تحديات استراتيجية وأمنية
أكدت وول ستريت جورنال أن حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، ارتكب خطأين استراتيجيين حاسمين: الأول كان تقليله من شأن إسرائيل، والثاني كان مبالغته في تقدير قدرات إيران والجماعات المسلحة المتحالفة معها. ورغم ترسانة حزب الله الضخمة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، إلا أن تأثيرها على إسرائيل كان ضئيلاً، حيث لم يُسجل أي إصابات إسرائيلية نتيجة الضربات منذ 19 سبتمبر.
يشير فؤاد السنيورة، رئيس الحكومة اللبنانية السابق، إلى أن حزب الله، رغم تصرفه كجيش، لا يستطيع مجاراة القوة النارية والتكنولوجية والاستخباراتية الإسرائيلية. كما أضاف أن إيران "مستعدة للقتال حتى آخر لبناني"، مما يعكس الأبعاد المأساوية للصراع.
تحذر الصحيفة من أن أي غزو بري إسرائيلي للبنان قد يعيد إنتاج الوضع الذي أدى إلى إنشاء حزب الله في الثمانينات. ورغم مقتل نصر الله وكبار القادة، لا يزال لدى حزب الله آلاف المقاتلين الذين يمكن أن يتسببوا بخسائر فادحة في صفوف الجيش الإسرائيلي إذا ما حاول احتلال جنوب لبنان.
كسينيا سفيتلوفا، عضو البرلمان الإسرائيلي السابقة، حذرت من أن أي تدخل إسرائيلي قد يصبح نقطة تحول لحزب الله، مما يسمح له باستعادة دعم المجتمع اللبناني. هذا الضعف الحالي يخلق تحدياً خاصاً لإيران، التي تعتمد على حزب الله كدرع ضد أي هجوم إسرائيلي محتمل على برنامجها النووي.
إلى جانب هذه التحديات العسكرية، يواجه حزب الله معضلة داخلية تتمثل في فقدانه هالة القوة التي مكنته من السيطرة على لبنان. إذ لم يتمكن البرلمان اللبناني من انتخاب رئيس منذ أكتوبر 2022 بسبب العراقيل التي فرضها الحزب.
في ظل هذا الوضع، يواجه حزب الله خطر فقدان دعمه في المجتمعات الشيعية، حيث يفر السكان من مناطقهم نتيجة الغارات الإسرائيلية. المحلل السياسي مايكل يونغ أشار إلى أن الحرب الأخيرة أدت إلى نتائج عكسية، حيث دمرت أجزاء كبيرة من الجنوب وأجبرت مئات الآلاف على النزوح.