أصوات التغيير.. انتخابات كردستان العراق تعيد تشكيل المشهد السياسي

يدلي الناخبون في إقليم كردستان بشمال العراق بأصواتهم اليوم الأحد، لاختيار برلمان جديد في خطوة مهمة تعكس إرادة الشعب في تحقيق التغيير السياسي. تشهد الانتخابات تنافسًا بين الحزبين الرئيسيين، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، اللذين هيما على الساحة السياسية في الإقليم لعقود.

تفتح مراكز الاقتراع، التي يتجاوز عددها 1200، أبوابها أمام الناخبين من الساعة السابعة صباحًا حتى السادسة مساءً. يتوقع أن يتم انتخاب 100 عضو في البرلمان، مع التزام بأن تكون نسبة 30% منهم من النساء، ما يعكس الجهود الرامية لتعزيز تمثيل المرأة في السياسة.

ووفقًا للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، يبلغ عدد الناخبين المسجلين حوالي 2.9 مليون ناخب موزعين على الدوائر الأربع في الإقليم. وتُعتبر هذه الانتخابات فرصة لتعزيز الديمقراطية، بعد أن شهدت الانتخابات التشريعية الأخيرة في عام 2018 نسبة مشاركة بلغت نحو 59%.

وفي إطار التحضيرات، أجريت المرحلة الأولى من الاقتراع، المعروفة بـ"التصويت الخاص"، يوم الجمعة الماضي، حيث شارك أكثر من 208 آلاف ناخب بنسبة مشاركة تصل إلى 97%.

من جهته، أكد رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) محمد الحسان، في رسالة مصورة، أهمية هذه الانتخابات التي طال انتظارها، مشددًا على دور الاقتراع في "تنشيط الديمقراطية" و"ضخ أفكار جديدة" في مؤسسات الحكم، ما يسهم في معالجة المخاوف التي تواجه الشعب.

بعد الانتخابات، سيقوم البرلمان الجديد بانتخاب رئيس للإقليم ورئيس للحكومة، ليكونوا خلفًا لنيجرفان بارزاني ومسرور بارزاني. هذه المرحلة تمثل نقطة تحول في مسار الديمقراطية في الإقليم، وسط آمال كبيرة بتجديد الحياة السياسية وتعزيز حقوق المواطنين.

استئناف الحراك السياسي.. الإطار التنسيقي يحدد موعداً لاختيار رئيس البرلمان الجديد

في خطوة قد تُحدث تحولًا في المشهد السياسي العراقي المتعثر منذ أكثر من عام، أعلن الإطار التنسيقي، الائتلاف الحاكم في العراق، عن موعد جلسة لاختيار رئيس جديد لمجلس النواب.

كشف قيادي مقرب من الإطار التنسيقي، اليوم الأحد، عن اتفاق تم خلال اجتماع عُقد مساء السبت في مكتب زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، حيث تم تحديد يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع كموعد لعقد الجلسة.

وأكد المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الإطار التنسيقي قرر دعم النائب محمود المشهداني لتولي رئاسة البرلمان بعد تلقي ضمانات من زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، بشأن توافق القوى الكردية على دعم المشهداني.

يأتي هذا التحرك بعد قرار المحكمة الاتحادية العليا في 14 نوفمبر 2023، الذي أُعلن فيه إنهاء عضوية رئيس مجلس النواب السابق، محمد الحلبوسي، بناءً على دعوى تزوير تقدم بها النائب ليث مصطفى حمود الدليمي.

في سياق متصل، شهدت الأيام الماضية اتصالات مكثفة بين زعيم منظمة بدر، هادي العامري، وزعيمي الحزبين الكرديين، بارزاني وبافل طالباني، مما أسفر عن دعم واضح للمشهداني، وفقًا للمصدر.

يُشار إلى أن زعيم تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم، الذي كان يعارض تولي المشهداني رئاسة البرلمان، قد غيّر موقفه ووافق على ترشيحه. ومن المتوقع أن يشمل جدول أعمال جلسة البرلمان المزمع عقدها يوم الثلاثاء فقرة واحدة تتعلق بانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، حيث سيكون المشهداني المرشح الوحيد، مع استبعاد النائب سالم العيساوي، الذي كان يحظى بدعم بعض القوى في الإطار التنسيقي.