بين الحملة والمخاوف.. أربيل العراقية تستعد لانتخابات مشحونة بالأزمات
أعلن رئيس بلدية أربيل، كارزان هادي، عن بدء التحقيق في خروقات الحملة الانتخابية من قبل بعض الأحزاب والكيانات السياسية، التي تجاوزت تعليمات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، وسط تنافس محموم بين الأحزاب.
وخلال مؤتمر صحفي، أكد هادي أن البلدية رصدت عدة خروقات تتعلق باستخدام الجزر الوسطية والبنايات العامة والمناطق الخضراء للدعاية الانتخابية، مما يشكل انتهاكًا واضحًا للتعليمات. وأوضح أن بلدية أربيل رفعت كتابًا إلى المفوضية لفرض غرامات على الكيانات المخالفة.
تتزامن هذه الحملة مع قرب إجراء انتخابات برلمان إقليم كردستان المقررة في 20 أكتوبر المقبل، في وقت تزداد فيه المخاوف من مقاطعة الانتخابات بسبب السخط الشعبي الناجم عن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والأزمات السياسية بين أربيل والسليمانية.
في السليمانية، شهدت الساحة السياسية انشقاقات حزبية، حيث استولى بافل الطالباني على زعامة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بعد إنهاء شراكته مع ابن عمه لاهور شيخ جنكي.
كما دعا رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، خلال كلمة متلفزة، إلى ضرورة أن تكون الانتخابات "حضارية" والتصدي للكراهية واحترام مكانة المرأة.
وأكد القاضي عمر أحمد محمد، رئيس مجلس المفوضين، أن المفوضية قطعت شوطًا كبيرًا في التحضير للانتخابات، حيث ترشح 1190 شخصًا و136 قائمة انتخابية، مع توفير 1431 مركز اقتراع.
تجري الانتخابات في أجواء متأزمة سياسيًا، مع توترات مستمرة في العلاقات بين أربيل وبغداد، وتأثير ذلك على رواتب الموظفين وقضية تصدير النفط. كما أن الانشقاقات داخل حزب الاتحاد الوطني قد تؤدي إلى إعادة تشكيل الساحة السياسية، مما يعزز احتمال تفتيت أصوات الناخبين.
الأكراد يأملون في تغيير المعادلة السياسية من خلال انتخابات جديدة
يسعى الأكراد إلى تحقيق تحول جذري في المشهد السياسي من خلال الانتخابات المقبلة، آملاً في تجاوز حالة الفراغ التشريعي والقانوني السائدة وفتح آفاق جديدة في إدارة العلاقة مع السلطة الاتحادية.
تتميز هذه الانتخابات بجملة من التغييرات، أبرزها اعتماد نظام الدوائر المتعددة للمرة الأولى بدلاً من الدائرة الواحدة، وذلك بناءً على قرار المحكمة الاتحادية. كما تم تقليص عدد مقاعد البرلمان من 111 إلى 100، وتخفيض مقاعد "كوتا" الأقليات من 10 إلى 5 مقاعد.
بالإضافة إلى ذلك، تُناط مهمة الإشراف على العملية الانتخابية بالمفوضية العليا المستقلة المعتمدة لدى السلطة الاتحادية، بعد إجراء تنقيح شامل لسجل الناخبين، مما يجيب عن الانتقادات السابقة حول الأسماء المكررة والمتوفين، والتي كانت محط جدل بين القوى السياسية والأطراف المعنية.
يقسم النظام الانتخابي الجديد إقليم كردستان إلى أربع دوائر انتخابية. تضم الدائرتان الأولى والثانية محافظتي أربيل (38 مقعداً) ودهوك (25 مقعداً)، وهما تحت نفوذ الحزب "الديمقراطي" بزعامة مسعود بارزاني، الذي يتولى رئاسة الحكومة.