التسريبات الصوتية والرشوة الخدمية.. معركة العراق الانتخابية تشتعل قبل موعدها
مع تزايد التصعيد السياسي في العراق، تلوح ملامح المعركة الانتخابية المقبلة، التي ستشهد تنافسًا حادًا بين الأحزاب والقوى المتنافسة. وقد باتت التسريبات الصوتية الأخيرة، التي اجتاحت الساحة السياسية، أحد محاور الصراع ووقودًا للشحن السياسي بين الأطراف المختلفة.
وتتصاعد اتهامات الفساد المتبادلة بين القوى السياسية، ويزداد استخدام السلطة والنفوذ في محاولة لإقصاء الخصوم. تتنوع الأساليب بين تشريع قوانين معرقلة وتحميل المعارضين مسؤولية ملفات فساد، وصولًا إلى تشويه السمعة بغية التأثير على نتائج الانتخابات المقبلة.
التسريبات الصوتية.. سلاح جديد في المعركة السياسية
فيما يقترب موعد الانتخابات النيابية لعام 2025، حيث يتحدد استحقاقها بناء على المادة 62 من الدستور العراقي، تسيطر التسريبات الصوتية على المشهد السياسي. فقد انتشرت مؤخرًا تسجيلات صوتية لنخبة من السياسيين العراقيين، كان أبرزها تسجيل لرئيس تحالف السيادة، خميس الخنجر، والذي تضمن شكاوى من إجراءات حكومية تتعلق ببيع عقارات الأوقاف. كما شملت التسريبات أيضًا مسؤولين آخرين مثل عبد الكريم الفيصل، رئيس هيئة المستشارين في مجلس الوزراء، الذين اتهموا بالتورط في قضايا فساد، بعد أن تبين أنهم تلقوا رشاوى ضخمة.
يُلاحظ أن هذه التسريبات أصبحت أحد أبرز أدوات الضغط والتأثير، إذ تمكنت من الإطاحة بعدد من المسؤولين البارزين في الحكومة، مثل حيدر حنون، القاضي الذي كان يرأس هيئة النزاهة. وهذا يوضح كيف أصبحت التسريبات جزءًا من اللعبة السياسية، حيث تُستخدم لتشويه سمعة الخصوم وتحقيق مكاسب انتخابية.
الانتخابات..خدمات عاجلة ومشاريع استباقية
في الوقت نفسه، بدأ العديد من نواب البرلمان العراقي بالتحرك على الأرض استعدادًا للانتخابات، من خلال تقديم الخدمات للمواطنين في مناطقهم. وتركز هذه الخدمات على مشروعات تحسين البنية التحتية، مثل إكساء الطرق، وتوفير الطاقة الكهربائية في بعض المناطق التي تعاني من الانقطاع المستمر. كما شملت هذه الجهود أيضًا تسجيل المواطنين في برنامج الرعاية الاجتماعية.
ويرى البعض أن هذه الأنشطة تُعد دعاية انتخابية مبكرة، تهدف إلى كسب تأييد الناخبين قبل الموعد الرسمي للانتخابات. وعلى الرغم من أن هذه الظواهر ليست جديدة في العراق، إلا أن توقيتها وتوسعها في مناطق معينة يشيران إلى أن الانتخابات المقبلة ستشهد منافسة شديدة، وقد تكون مصحوبة بالكثير من التحديات.
النقد الشعبي وفقدان الثقة في النظام السياسي
من جهته، أشار غالب الدعمي، أستاذ الإعلام، إلى أن العراق يشهد فوضى سياسية وإعلامية في ظل انتشار الدعايات والشائعات بين القوى السياسية، والهدف من ذلك هو التموضع والاستعداد للانتخابات. وأضاف في تصريحات صحفية، أن التسريبات التي انتشرت مؤخرًا أضحت متكررة لدرجة أن الجمهور العراقي فقد الثقة بالعملية السياسية والانتخابية. وقد ساهمت هذه التسريبات في تقويض صورة السياسيين في نظر المواطن العراقي، الذين يشعرون أن العملية السياسية تحولت إلى ممارسة غير نزيهة.
المستقبل السياسي.. المزيد من المنافسة والصراع
وبالنسبة للمحلل السياسي بلال السويدي، فإن المشهد الانتخابي في العراق بدأ يأخذ طابعًا واضحًا من خلال التنافس السياسي الشديد، الذي يشمل التسريبات الصوتية التي قلبت المشهد في البلاد رأسًا على عقب. وأضاف أن الدعاية الانتخابية لم تقتصر على الرشوة الخدمية، بل شهدت أيضًا استقطاب العديد من الناخبين من الفئات الهشة عبر التوظيف أو منح الرواتب.