كردستان العراق.. انتخابات تحت وطأة التحديات.. بين الأمل والإحباط
يواجه إقليم كردستان العراق مجموعة من التحديات الأمنية والاقتصادية قبل أيام قليلة من إجراء انتخابات تشريعية حاسمة، تم تأجيلها لمدة عامين. الانتخابات ستُجرى في 20 أكتوبر، حيث يختار الناخبون مئة عضو للبرلمان، بعد أن تم تأجيل الاقتراع أربع مرات منذ خريف 2022.
التنافس السياسي
تاريخياً، شهد الإقليم تنافساً قوياً بين الحزبين الرئيسيين: الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي تتزعمه عائلة بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، الذي تتزعمه عائلة طالباني. يُعرف الإقليم بأنه حليف للولايات المتحدة والدول الأوروبية، ويقدم نفسه كواحة للاستقرار في العراق، مما يجذب الاستثمارات الأجنبية. لكن الناشطين والمعارضين ينتقدون الوضع، مشيرين إلى مشكلات مشابهة لتلك التي تعاني منها باقي أنحاء العراق، مثل الفساد وقمع الآراء المعارضة وسوء الإدارة التي تمارسها الأحزاب الحاكمة.
الوضع الاقتصادي والاجتماعي
العديد من المواطنين، مثل سناء (33 عاماً) التي تمتلك كشكاً، يعبرون عن إحباطهم من الوضع الاقتصادي، حيث ترتفع الأسعار بشكل كبير ولا يملكون ما يكفي من المال. تعبر سناء عن عدم رغبتها في التصويت، معتبرة أن الحكومة لا تهتم بقضايا الناس. كما تشير إلى أن ابنها، الذي أصبح في سن الثامنة عشرة، أيضاً لا يرغب في التصويت أو استلام بطاقته الانتخابية.
الاستياء العام
الحزب الديمقراطي الكردستاني يحظى حالياً بأغلبية نسبية في البرلمان الكردي، حيث يمتلك 45 مقعدًا، بالإضافة إلى تحالفات مع نواب من الأقليتين المسيحية والتركمانية. أما الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتركز في السليمانية، فيشغل 21 مقعدًا. مع ذلك، تُظهر استطلاعات الرأي أن الناس يشعرون بسأم متزايد من الحزبين، ويعبر المحلل السياسي شيفان فاضل عن هذا الشعور، قائلاً إن إحباط الناس من الظروف المعيشية يتزايد مع مرور الوقت، لا سيما في ظل ارتفاع معدلات البطالة، خصوصاً بين الشباب.
التحديات الأمنية
تتزايد التحديات الأمنية أيضاً في الإقليم. العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش التركي ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني تؤدي إلى شعور بالقلق بين السكان. هذا الوضع الأمني، بالإضافة إلى عدم الاستقرار الاقتصادي، يجعل من الصعب على المواطنين الثقة في الحكومة.
الانتخابات كفرصة للتغيير
يتوقع بعض المحللين أن تشهد الانتخابات المقبلة تراجعًا في أصوات الحزبين الرئيسيين. ومع ذلك، فإنهم يتوقعون أن يستفيد بعض الأحزاب الصغيرة والمعارضة، مثل "الجيل الجديد" و"جبهة الشعب"، من استياء الناخبين. هؤلاء الناخبون قد يختارون التصويت لصالح أحزاب المعارضة ليس حبًا فيها، ولكن كرهاً في الوضع الحالي والطبقة السياسية الحاكمة.
آمال محدودة
في أحد المقاهي في سوق القيصرية، يؤكد مصطفى محمود (52 عامًا) أنه سيصوت للحزب الديمقراطي الكردستاني رغم إحباطه من النتائج السابقة. يقول إنه لم يرَ أي تحسن حقيقي رغم بعض التغييرات. ويشدد على أهمية اهتمام الحكومة بالأمن والاقتصاد، ويطالب بمزيد من فرص العمل للخريجين الجدد.
التوقعات المستقبلية
في ظل كل هذه التحديات، يتطلع المواطنون إلى نتائج الانتخابات القادمة وما قد تحمله من فرص للتغيير. لكن مشاعر الإحباط وعدم الثقة في الطبقة السياسية قد تظل تعوق التقدم، ما يجعل المواطنين يتساءلون عن مستقبلهم في ظل الأوضاع الراهنة.