ممرات الموت.. نازحو غزة تحت وطأة الإبادة الإسرائيلية
تعاني عائلات النازحين الذين غادروا مراكز الإيواء في شمال قطاع غزة من ظروف مأساوية، حيث فرض جيش الاحتلال ممرات يُزعم أنها "آمنة" لتهجيرهم من منازلهم. لكن هذه الممرات تحولت إلى مصائد موت، مليئة بالمخاطر والأهوال.
تلك المسارات، التي تمتد من شمال إلى جنوب القطاع، تشهد منذ 18 يومًا عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي ينفذه الاحتلال، حيث استهدف المواطنين، بما في ذلك النساء والأطفال. النازحون الذين حاولوا الوصول إلى الجنوب عبر هذه المسارات اضطروا لتغيير وجهتهم نحو مدينة غزة، رغم الظروف الصعبة التي واجهوها من جوع وعطش بسبب قطع إمدادات الطعام والمياه منذ 6 أكتوبر.
رغم المخاطر التي تحيط بهم، تعرض العديد من هؤلاء النازحين للاستهداف، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد منهم. ومن المعروف أن جيش الاحتلال قد ارتكب مجازر في المناطق التي زعم أنها "آمنة" جنوب ووسط القطاع، مما أدى إلى استشهاد عشرات المواطنين وإصابة المئات.
بدأت الحملة العسكرية المكثفة في 6 أكتوبر، حيث قصف الاحتلال مناطق مثل مخيم وبلدة جباليا بشكل غير مسبوق. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، استمرت الجرائم في غزة، مما أسفر عن أكثر من 142 ألف شهيد وجريح، بالإضافة إلى 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة تهدد حياة الأطفال والمسنين.
غزة تحت النار.. استمرار العدوان والجرائم في يومه الـ 382
استشهد وأصيب عدد غير محدود من المواطنين في العدوان المتواصل للاحتلال على قطاع غزة، الذي دخل يومه الـ 382. شهدت مناطق شمال القطاع، فجر اليوم وقبيل منتصف الليلة، تصعيدًا خطيرًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث أبلغ شهود عيان عن إطلاق نار مكثف من آليات الاحتلال ودوي انفجارات قوية في منطقة الصفطاوي.
استهدفت قوات الاحتلال منزلاً في محيط عمارة الزهارنة بشارع الجلاء بمدينة غزة، بينما شنت غارات جوية على المناطق الشمالية من القطاع. كما أفيد عن إطلاق نار كثيف في المناطق الغربية لشمال المدينة.
وفي بيت لاهيا، أدى قصف بطائرة مسيّرة إسرائيلية إلى استشهاد عدد من المواطنين، بينما سقط ثلاثة شهداء وعدة جرحى إثر قصف استهدف مركز إيواء في مدينة بيت حانون.
وقد استُشهد 10 مواطنين وأُصيب 30 آخرون مساء أمس جراء قصف مدفعية الاحتلال لمدرسة جباليا الإعدادية، التي كانت تؤوي نازحين في مخيم جباليا.
ووفقًا لما أفاد به الدفاع المدني، فقد ارتقى أكثر من 600 شهيد منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على مخيم جباليا في السادس من أكتوبر، بينما ما زال العشرات تحت الأنقاض وعلى الطرقات.
سكان ومسعفون أفادوا بأن قوات الاحتلال حاصرت مستشفيات ومخيمات للنازحين في شمال القطاع، مع تكثيف عملياتها ومنع وصول المساعدات الضرورية إلى المدنيين. كما اعتقلت القوات الرجال وأمرت النساء بمغادرة مخيم جباليا، فيما واصل جيش الاحتلال نسف المنازل وإحراقها في مناطق واسعة شمالي غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تواصل قوات الاحتلال عدوانها الشامل على القطاع براً وبحراً وجواً، مما أسفر عن استشهاد 42,603 مواطنين وإصابة 99,795 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء. ومع استمرار العدوان وعمليات القصف، لا تزال الحصيلة مرشحة للزيادة في ظل وجود آلاف المفقودين تحت الأنقاض.