بلينكن في جولة السلام.. محاولة لإنهاء صراع مستمر بغزة ولبنان
يعتزم وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، زيارة الشرق الأوسط في الأيام القليلة المقبلة، وفقًا لما أعلنته كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، يوم الأحد.
في مقابلة تلفزيونية، أكدت هاريس أهمية إنهاء الحرب، مشيرة إلى أن بلينكن سيجتمع بالأطراف المعنية في المنطقة هذا الأسبوع. ومن المتوقع أن يصل بلينكن إلى إسرائيل يوم غد الثلاثاء.
وأضافت هاريس، التي تترشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، أن "عدد الفلسطينيين الأبرياء الذين قتلوا في غزة هو بالفعل غير مقبول". ورغم ذلك، أكدت دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
تجدر الإشارة إلى أن الصراع في غزة اندلع بعد هجمات على إسرائيل نفذتها جماعات مسلحة بقيادة حماس، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف نحو 250 آخرين قبل أكثر من عام.
ومع تصاعد الانتقادات الدولية ضد الحملة الانتقامية الإسرائيلية في قطاع غزة، أفادت التقارير بأن الحرب، المستمرة منذ أكثر من عام، أودت بحياة أكثر من 42 ألف شخص في غزة، بينما يتصاعد القتال حاليًا في لبنان.
بلينكن في زيارة حاسمة.. مساعٍ لإحلال السلام وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط
نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل تأتي في إطار جولة في الشرق الأوسط، حيث من المتوقع أن يناقش عدة قضايا مهمة، بما في ذلك استئناف المفاوضات بشأن صفقة تبادل المحتجزين في غزة، والخطط المستقبلية للمنطقة، والوضع المتدهور في لبنان، بالإضافة إلى الرد الإسرائيلي المحتمل على إيران.
تعد هذه الزيارة هي الـ11 لبلينكن منذ بداية الحرب على غزة، وتأتي في ظل تعقيدات متزايدة، خاصة بعد استشهاد زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، واستهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمُسيّرة في قيسارية. وتثير هذه الأحداث مخاوف من تغيير نتنياهو للأهداف المتفق عليها بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الضربات على إيران، إذ كان قد تم الاتفاق على استهداف المواقع العسكرية الإيرانية دون المواقع النووية.
في سياق متصل، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن قرار إرسال بلينكن إلى إسرائيل في محاولة للدفع نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد اغتيال السنوار، مؤكدًا أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب وإعادة المحتجزين.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن واشنطن تسعى لاستئناف المحادثات حول وقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين في غزة بعد الأحداث الأخيرة. كما أشارت نائبة الرئيس، كامالا هاريس، إلى أن اغتيال السنوار يمثل "فرصة" لتحقيق هذا الهدف.
تواجه إدارة بايدن ضغوطًا متزايدة لتحسين الوضع الإنساني في غزة، حيث أرسلت رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية تطالبها بالتحرك خلال الثلاثين يومًا القادمة، مما قد يؤثر على المساعدات العسكرية الأمريكية.
بينما يُعتبر التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح المحتجزين أمرًا غير مرجح قبل نهاية إدارة بايدن، يشير بعض المسؤولين إلى أن خطة "ما بعد الحرب في غزة"، التي وضعتها إسرائيل، قد تكون بمثابة "خطة بديلة" لرسم مسار جديد. ومع ذلك، يحذر آخرون من أن هذه الخطة قد تهمش رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وأنها قد تواجه رفضًا فلسطينيًا واسعًا.
يُظهر الوضع الراهن التحديات المعقدة التي تواجه السياسة الأمريكية في المنطقة، مما يجعل جهود بلينكن حاسمة في محاولة تحقيق السلام والاستقرار.