صمت القنابل.. أطفال غزة في انتظار الأمل والرعاية
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن معدل إجلاء الأطفال من قطاع غزة لأسباب طبية شهد تراجعًا كبيرًا، حيث انخفض من 296 طفلًا شهريًا إلى 22 طفلًا فقط بعد سيطرة إسرائيل على بوابة رفح الحدودية في 7 مايو الماضي.
جاءت هذه التصريحات على لسان المتحدث باسم المنظمة، جيمس إلدر، خلال مؤتمر صحفي عُقد في مكتب الأمم المتحدة في جنيف. وأوضح إلدر أن المعدل الحالي لإجلاء الأطفال من غزة يُقدر بأقل من طفل واحد يوميًا، مما يشير إلى أزمة إنسانية متصاعدة.
وحذر المسؤول الأممي من أن استمرار هذه الوتيرة البطيئة في الإجلاء يعني أن إجلاء 2500 طفل يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة قد يستغرق أكثر من 7 سنوات.
وأكد إلدر أن الأطفال في غزة لا يعانون فقط من آثار النزاع مثل القنابل والرصاص، بل أيضًا بسبب عدم قدرتهم على الحصول على الرعاية الطبية الضرورية. هذه الأزمة تضع الأطفال في موقف شديد الخطورة، حيث تتزايد احتياجاتهم الصحية في ظل الظروف الحالية.
أطفال غزة.. أوجاع بلا نهاية في ظل بيروقراطية قاتلة
في ظل التناقص المستمر في الموافقات الإسرائيلية على حالات الإجلاء الطبي من معبر رفح بعد إغلاقه، حذّرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن الأطفال في غزة يموتون بسبب الألم الناتج عن عدم تلقيهم العلاج الطارئ الذي يحتاجونه.
خلال إفادة صحفية للأمم المتحدة في جنيف، أوضح جيمس إلدر من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أن عدد الأطفال الذين يتم إجلاؤهم انخفض بشكل حاد، حيث كان يتم إجلاء نحو 300 طفل شهريًا في السابق، لكن العدد الآن تقلص ليصبح أقل من طفل واحد يوميًا. وأشار إلى أن السلطات تنتظر دون جدوى الموافقات الأمنية من السلطات الإسرائيلية التي تتحكم في خروج الأشخاص من القطاع.
وصف إلدر عدة حالات مأساوية لأطفال مصابين بجروح تهدد حياتهم، حيث يتم تأخير أو رفض طلبات الأطباء لإجلائهم دون مبرر. وأكد أن الأطفال في غزة يموتون، ليس فقط نتيجة القنابل والرصاص، بل أيضًا بسبب منعهم من الحصول على الرعاية الطبية العاجلة التي يمكن أن تنقذ حياتهم.
من بين الحالات التي ذكرها إلدر، كانت هناك حالة الفتاة مزيونة (12 عامًا) التي تعرض وجهها لإصابات شديدة جراء ضربة صاروخية أدت إلى مقتل شقيقيها. ورغم أنها بحاجة ماسة للإجلاء، تم رفض طلباتها مرارًا وتكرارًا. قال إلدر: "مزيونة فتاة شجاعة، لكنها تعاني من آلام مبرحة وحالتها تتدهور".
وذكر أيضًا حالة إيليا، الطفلة البالغة من العمر أربع سنوات، التي تعاني من حروق من الدرجة الرابعة تغطي جسدها. والدتها التي كانت تعاني من حالة مشابهة لم تُسمح لها بالإجلاء وتوفيت قبل يومين بعد تلوث حروقها. بينما وافق الاحتلال أخيرًا على إجلاء إيليا، إلا أن موعد الإجلاء لم يُحدد بعد، مما يعني أن الأطباء قد يضطرون لبتر يدها وساقها إذا لم يتم الإجلاء قريبًا.
وحذر إلدر من أن الأطفال في غزة يعانون من آلام متزايدة بسبب "بيروقراطية لا تبالي"، موضحًا أنه بالمعدلات الحالية، سيستغرق الأمر سبع سنوات لإنهاء القوائم المكدسة بأطفال يحتاجون للعلاج.