انتخابات بلدية البرازيل.. صراع القوى بين لولا وبولسونارو قبل الاستحقاقات الكبرى
بدأت الانتخابات البلدية في البرازيل، والتي تُعتبر اختبارًا جديدًا للرئيس اليساري لولا دا سيلفا وسلفه اليميني جايير بولسونارو، قبيل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها عام 2026. دُعي نحو 34 مليون ناخب في 51 مدينة برازيلية للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات، بعد أن كانت الجولة الأولى قد أجريت في 6 أكتوبر، حيث أظهرت نتائجها تقدمًا ملحوظًا لليمين.
إعادة توزيع السلطة
وفقًا للأستاذ جيرالدو مونتيرو من جامعة ولاية ريو دي جانيرو، فإن هذه الجولة تمثل "فرصة لإعادة توزيع أوراق السلطة بين أحزاب اليمين وأحزاب يمين الوسط"، التي تحتل غالبية في البرلمان. في أكبر مدينة في أمريكا اللاتينية، ساو باولو، يتصدر ريكاردو نونيس، المدعوم من بولسونارو، السباق الانتخابي، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى حصوله على 57% من نوايا التصويت مقابل 43% لمنافسه اليساري غيليرمي بولس.
ظروف الحملة الانتخابية
لم يتمكن لولا من المشاركة في الحملة الانتخابية إلى جانب بولس، حيث اضطر للبقاء في برازيليا لأسباب صحية. ويقتصر التصويت في الجولة الثانية على المدن التي يزيد عدد سكانها عن 100 ألف نسمة، حيث لم يحصل أي مرشح على الغالبية المطلقة في الجولة الأولى.
نتائج الجولة الأولى
في ريو دي جانيرو، أعيد انتخاب الوسطي إدواردو بايس، المدعوم من لولا، لولاية رابعة في الجولة الأولى. ومن المقرر أن تُعلن النتائج النهائية في 15 عاصمة ولاية برازيلية أخرى، حيث يُتوقع منافسة حامية في 9 منها. في مدن فورتاليزا وكويابا، ستشهد الجولة الثانية منافسة بين مرشحي حزب العمال، الذي ينتمي إليه لولا، والحزب الليبرالي، الذي ينتمي إليه بولسونارو.
المنافسات الكبرى
في بيليم الأمازونية، يتنافس الوسطي إيغور نورماندو ضد إيدير ماورو، المرشح المدعوم من بولسونارو، في سياق يتوقع فيه الجميع أن تكون المنافسات محتدمة مع قرب انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP30 في عام 2025.
سباق حاسم.. تعادل ثلاثي في انتخابات بلدية البرازيل مع ترقب لنتائج ريو
تشير آخر استطلاعات الرأي إلى حالة من التعادل الفني بين رئيس البلدية الحالي ريكاردو نونيس (الحركة الديمقراطية البرازيلية)، والمرشح اليساري جيلهيرمي بولس (حزب الاشتراكية والحرية)، ورجل الأعمال المثير للجدل بابلو ماركال (حزب تجديد العمل البرازيلي).
وفي ريو دي جانيرو، يبدو السباق أكثر تحديًا، حيث يُظهر استطلاع حديث نشره معهد "داتافولها" أن العمدة المنتهية ولايته إدواردو بايس (الحزب الديمقراطي الاجتماعي) يحقق تقدمًا مطمئنًا بنسبة 54% من نوايا التصويت.
لكن المنافسة تظل مشتعلة مع المرشح المدعوم من الرئيس السابق يائير بولسونارو، الكسندر راماجيم (الحزب الليبرالي)، الذي يتمتع بفرصة استعادة حوالي 15 نقطة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحملة. التحدي يكمن في دفع بايس إلى ما دون العتبة المطلوبة للفوز في الجولة الأولى.
تتجه الأنظار نحو هذه الانتخابات التي تعد اختبارًا حقيقيًا للزعيمين الرئيسيين في البلاد، وسط أجواء من الترقب والترقب.