حزب الله يعلن «نعيم قاسم» أميناً عاماً خلفاً لحسن نصر الله
أعلن حزب الله اللبناني، اليوم الثلاثاء، رسمياً عن اختيار الشيخ نعيم قاسم ليشغل منصب الأمين العام للحزب، خلفاً للراحل حسن نصر الله، الذي لقي مصرعه في غارة جوية إسرائيلية أواخر سبتمبر الماضي. وجاء هذا الإعلان في بيان أصدره الحزب، أشار فيه إلى أن هذا القرار تم "انطلاقًا من الإيمان بالله تعالى، والالتزام بالإسلام المحمدي الأصيل"، وأكد الحزب أنه سيتابع مسيرته "حاملاً للراية المباركة في هذه المسيرة"، وأن القيادة الجديدة ملتزمة بأهداف الحزب، ومبادئه التي ترتكز على المقاومة الإسلامية.
وتعد هذه الخطوة تحولاً في مسيرة حزب الله، حيث قضى حسن نصر الله عقوداً طويلة كأمين عام، ولم يكن هناك حديث علني عن خلفاء محتملين في السابق. ويشغل الشيخ نعيم قاسم منصب نائب الأمين العام للحزب منذ العام 1991، وقد تولى هذا المنصب منذ عهد عباس الموسوي، الأمين العام السابق الذي قُتل في غارة إسرائيلية عام 1992. واستمر قاسم في منصبه كنائب بعد تولي حسن نصر الله للقيادة، مما جعله واحداً من أقدم الشخصيات وأكثرها تأثيراً في الحزب.
وقد بدأ قاسم حياته السياسية داخل حركة "أمل" الشيعية اللبنانية، والتي تأسست عام 1974، لكنه قرر الانفصال عن الحركة عام 1979 بعد الثورة الإسلامية الإيرانية، التي أثرت بقوة على الشباب الشيعة في لبنان. وشارك قاسم في الاجتماعات السرية التي أدت إلى تأسيس حزب الله على يد الحرس الثوري الإيراني في عام 1982.
ومنذ انضمامه لحزب الله، برز قاسم كأحد الوجوه البارزة للحزب، وظهر في عدد من المقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية، متحدثاً باسم الحزب حول مختلف القضايا السياسية والأمنية. وقد عُرف بمواقفه الصارمة، وقدرته على التعامل مع الإعلام، ما جعله من الشخصيات المؤثرة داخل الحزب. وفي أثناء الحرب في غزة، وعند تصاعد التوترات مع إسرائيل، صرّح قاسم لقناة الجزيرة في يونيو الماضي قائلاً إن حزب الله لن يسعى لتوسيع نطاق الحرب، لكنه لن يتردد في خوضها إذا فُرضت عليه.
وفي موازاة دوره القيادي، لعب قاسم دوراً هاماً في تنظيم حملات الحزب الانتخابية، إذ تولى تنسيق الحملات البرلمانية منذ خوض حزب الله للانتخابات لأول مرة في العام 1992، وكان له دور كبير في تعزيز وجود الحزب على الساحة السياسية اللبنانية. وفي العام 2005، ألف قاسم كتاباً وثّق فيه مسيرة حزب الله، مما وفر للجمهور "نظرة نادرة من داخل التنظيم"، وجعل من هذا الكتاب مرجعاً هاماً لفهم تاريخ الحزب وتطوراته السياسية والعسكرية.
نعيم قاسم وُلد عام 1953 في منطقة البسطة التحتا في بيروت، ويعود أصل عائلته إلى قرية كفرفيلا الواقعة في جنوب لبنان، المنطقة ذات الأغلبية الشيعية. ويعيش قاسم حياة أسرية مستقرة، حيث إنه متزوج ولديه ستة أطفال، وهو ما يجعله مقرباً من المواطنين البسطاء وأوضاعهم الحياتية اليومية، في صورة تحظى بقبول قاعدة الحزب الشعبية.
واعتبر هذا التعيين خطوة مهمة، حيث إن حزب الله بات يواجه تحديات كبيرة على المستوى المحلي والإقليمي، كما أن العديد من المتابعين يرون أن وجود قاسم في القيادة يمكن أن يسهم في نقل الحزب إلى مرحلة جديدة، قد تختلف في بعض أوجهها عن عهد نصر الله، مع الحفاظ على الأهداف الاستراتيجية الكبرى للحزب