تحديات مخزون حزب الله من الصواريخ البالستية.. هل تأثرت قدراته؟
تتواصل التساؤلات حول الوضع الحالي لمخزون حزب الله من الصواريخ، خاصة بعد توقف الحزب عن إطلاق الصواريخ البالستية (طويلة المدى) على إسرائيل ومحيطها. يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تشير إلى محاولات الحزب لتقنين وإدارة مخزونه من هذه الأسلحة التي تمثل "اليد الطولى" له، إضافة إلى كونها التهديد الأكثر خطورة للمدن الإسرائيلية.
يربط البعض هذا التوقف بانقطاع الإمدادات التي تصل إلى مخازن الحزب، نتيجة لاستهداف إسرائيل لطرق الإمداد القادمة من سوريا، مما فرض حصاراً خانقاً على أجواء لبنان ومياهه. في المقابل، يشير آخرون إلى أن هذا التوقف قد يعكس قلة مخزون الحزب من الصواريخ مقارنة بالأرقام المتداولة في السابق، والتي قد تكون مبنية على "بروباغندا".
حقيقة الوضع
يقول مصدر مطلع على القدرات التسليحية لحزب الله إن الحزب لا يزال يمتلك المتطلبات الأساسية للقتال، مثل الصواريخ والراجمات قصيرة المدى، فضلاً عن السلاح الخفيف وصواريخ مضادة للطائرات والمدرعات. وقد أثبتت عمليات البحث التي قامت بها القوات الإسرائيلية وجود وفرة من هذه الأنواع في نقاط مختلفة.
إحدى أكبر المخاوف بالنسبة لإسرائيل هي الصواريخ البالستية الدقيقة مثل "قادر 1" و"قادر 2"، والتي تُصنع في إيران ولا يمكن لحزب الله إنتاجها في لبنان. هذه الصواريخ، التي تُعتبر جزءًا من عائلة "فاتح 110"، تعتبر كبيرة الحجم، مما يصعب من عملية تهريبها أو نقلها.
الضغوط المتزايدة
الخبير السياسي والعسكري اللبناني علي حمادة يؤكد أن حزب الله يواجه ضغطًا عسكريًا كبيرًا على عدة أصعدة، بما في ذلك الضغوط الميدانية والضغوط الناتجة عن الاستهدافات الجوية الإسرائيلية. هذه الضغوط تجعل من الصعب تأمين الإمدادات عبر سوريا، حيث تستهدف إسرائيل نقاط الانطلاق والممرات.
حمادة يشير إلى أن حزب الله يحتاج إلى إدارة مخزونه بشكل صحيح في ظل الظروف الحالية، خاصة وأنه يعتمد على إدارة موارد أسلحته في حرب طويلة الأمد.
المخزون تحت المراقبة
وفقًا لمعلومات حمادة، توجد مخازن استراتيجية لحزب الله في جبال لبنان الغربية، لكن الوصول إليها أصبح صعبًا بسبب مراقبة طائرات الاستطلاع الإسرائيلية. هذا الضغط يؤثر سلبًا على قدرة الحزب على تنفيذ تهديداته السابقة بإطلاق كميات كبيرة من الصواريخ يوميًا.
أما عن مخزون الصواريخ، فيعتقد حمادة أن معظم المخزون يتكون من الصواريخ القصيرة المدى، مع تقدير إجمالي لحوالي 40 ألف صاروخ من جميع الأنواع. بينما يقدر أنه تم إطلاق نحو 10 آلاف منها منذ بداية النزاع في غزة قبل عام.
رغم أن حمادة لا يستبعد إمكانية نفاد المخزون إذا استمرت الحرب لفترة أطول، إلا أنه يرى أن الأرقام المبالغ فيها حول مخزون الحزب (مثل 150 ألف صاروخ) تعتبر غير واقعية. تخزين هذا العدد الكبير في لبنان، الذي يتميز بكثافته السكانية، يعد أمرًا صعبًا للغاية.
إمكانية التصنيع
فيما يتعلق بإمكانية تصنيع الصواريخ محليًا، يؤكد حمادة أنه من غير المحتمل. بينما يُمكن تركيب مكونات الصواريخ، فإن الكثير من هذه الأسلحة تأتي مفككة وتحتاج إلى تجميع في ورش خاصة بحزب الله في لبنان.
تستمر الأوضاع في المنطقة بالتعقيد، مما يجعل من الصعب توقع المستقبل القريب لحزب الله وموارده العسكرية.