اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة

وفاة الداعية هشام القباني النقشبندي صهر الشيخ محمد ناظم الحقاني.. وعلي جمعة ينعيه

الشيخ هشام القباني النقشبندي
الشيخ هشام القباني النقشبندي

نعى الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، وفاة الشيخ هشام القباني النقشبندي، الذي وافته المنية بعد عمر قضاه في خدمة الدين والدعوة إلى طريق الحق.

وقال الدكتور علي جمعة، إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعي إلى الأمة الإسلامية وجموع المريدين والمحبين في أرجاء المعمورة وفاة العالم الرباني والداعية إلى الله بالحكمة والمحبة، الشيخ هشام القباني النقشبندي، الذي وافته المنية بعد عمر قضاه في خدمة الدين والدعوة إلى طريق الحق.
لقد كان الشيخ هشام مثالاً للعالم العامل الذي لم يدخر جهداً في نشر المحبة والسلام والتقريب بين القلوب، فكان علماً بارزاً في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ومثالاً في التواضع والرحمة والتقوى.

نسأل الله أن يتغمد فقيدنا الكبير بواسع رحمته، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه من خدمة للدين والعلم والتربية. وأن يلهم أهله وأحباءه وتلامذته الصبر والسلوان.

مولد الشيخ هشام القباني وتعليمه

الشيخ هشام القباني هو عالم وشيخ صوفي من لبنان، ولد في 28 يناير 1945، في بيروت، تخرج باختصاص الكيمياء من الجامعة الأمريكية في بيروت، وحصل على شهادة في الفقه الإسلامي من دمشق.
متزوج من ابنة الشيخ محمد ناظم الحقاني مرشد الطريقة النقشبندية، وهو يحمل إجازة منه بتدريس الطريقة النقشبندية. مؤسس المجلس الإسلامي الأعلى في أمريكا ورئيسه، وهذا المجلس كناية عن منظمة تنادي بالتسامح والاعتدال المتأصّلين في الإسلام التقليدي
والشيخ هشام قباني هو صهر مولانا الشيخ ناظم عادل الحقاني، المعلم الأربعون في دائرة السلسلة الذهبية للطريقة الصوفية النقشبندية، وزعيم الطريقة النقشبندية النظامية الصوفية.

وقد رافق منذ طفولته الشيخ الكبير عبدالله الداغستاني والشيخ محمد ناظم الحقاني، شيخا الطريقة النقشبندية الأعظم في ذلك الوقت، وسافر كثيراً في أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا والشرق الأقصى برفقة شيوخه.

انتقال الشيخ القباني لأمريكا وافتتاحه 23 مركزا صوفيا


وفي عام 1991 انتقل إلى أمريكا، حيث أسس هناك مؤسسة الطريقة النقشبندية الحقانية الصوفية في أمريكا.
ومنذ ذلك الوقت، افتتح 23 مركزًا صوفيًا في كندا والولايات المتحدة. وألقى محاضرات في العديد من الجامعات، بما في ذلك أكسفورد، وSOAS، وجامعة ييل، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، وجامعة شيكاغو، وجامعة كولومبيا، وجامعة روتجرز، وجامعة هوارد، وجامعة ماكجيل، وجامعة كونكورديا، وجامعة داوسون، بالإضافة إلى العديد من المراكز الروحية والدينية في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأقصى والشرق الأوسط.

عمل الشيخ هشام القباني في نشر تعاليم الصوفية

وكان عمل الشيخ هشام القباني الرئيسي هو نشر تعاليم الصوفية حول أخوة البشر ووحدة الإيمان بالله التي تتجلى في كل الديانات والطرق الروحية.
واتجهت جهوده نحو تحقيق الانسجام والتناغم بين مختلف الأديان والطرق الروحية، اعترافاً بمسؤولية البشر كحراس لهذا الكوكب الهش ولبعضهم البعض.
مُنح الشيخ هشام، بصفته شيخًا صوفيًا، السلطة والإذن لهداية أتباعه إلى محبة الله وإلى المقامات التي قدرهم عليها خالقهم. وقد منحه تدريبه الروحي الشاق لمدة أربعين عامًا على يد شيخه الأكبر وشيخه، الصفات السامية من الحكمة والنور والذكاء والرحمة اللازمة للمعلم الحقيقي على الطريق.
التقى الشيخ قباني بعدد لا يحصى من رؤساء الدول والدبلوماسيين والسياسيين والعلماء والمثقفين والشخصيات الدينية وعامة الناس في مختلف أنحاء العالم. ويبلغ عدد طلابه مئات الآلاف. وقد نجح في تأسيس برامج لمكافحة التطرف وتعزيز التسامح والسلام في عدد من المناطق التي مزقتها الصراعات في العالم.

ومهمة الشيخ هشام القباني التوعوية في الأمريكتين تشكل إسهامه الفريد في سعي البشرية إلى بلوغ غايتها الأسمى، ألا وهي القرب من الله. ولعل جهوده الرامية إلى تحقيق الوحدة بين القلوب في تحركها نحو الحضرة الإلهية تشكل أعظم إرث تركه للغرب.