سقوط النظام السوري.. دخول فصائل المعارضة إلى دمشق بعد 13 عامًا من النزاع
انهار، اليوم الأحد، 8 ديسمبر 2024، نظام الرئيس السوري بشار الأسد مع فقدان السيطرة على العاصمة دمشق، التي دخلتها فصائل المعارضة المسلحة فجر اليوم، وذلك بعد 24 عامًا من حكم الأسد. ويمثل سقوط دمشق نقطة تحول فارقة في النزاع السوري الذي امتد لأكثر من 13 عامًا، بعد اندلاع الاحتجاجات في عام 2011، التي انزلقت إلى نزاع دموي شامل.
عودة "ميمونة"
بدأت شرارة هذا التحول الكبير في 27 نوفمبر 2024، حين شنّت "هيئة تحرير الشام" وفصائل حليفة لها هجومًا واسعًا في شمال سوريا. وأعلنت الهيئة في اليوم نفسه دخول دمشق بعد "هروب" بشار الأسد، الذي أصبح في وضع حرج بعد تقدّم المعارضة في عدة مناطق. وكانت المعارك في الشمال قد أسفرت عن مقتل 141 شخصًا في يوم واحد، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي 28 نوفمبر 2024، حققت الفصائل المعارضة تقدماً سريعًا نحو حلب، كبرى مدن شمال سوريا، وتمكنت من قطع الطريق الرئيس بين دمشق وحلب. وكان ذلك يشكل ضربة كبيرة للنظام السوري، حيث أدى إلى توقّف حركة المرور على "طريق دمشق-حلب الدولي (إم 5)" عند بلدة الزربة في ريف حلب، بعد سنوات من إعادة فتحه.
حلب خارج السيطرة
بحلول 1 ديسمبر 2024، أصبحت مدينة حلب خارج سيطرة الجيش السوري تمامًا لأول مرة منذ بداية النزاع في 2011، مع استحواذ "هيئة تحرير الشام" والفصائل الحليفة لها على كافة أحياء المدينة باستثناء الأحياء الكردية. وفي نفس اليوم، هدد بشار الأسد باستخدام "القوة" للقضاء على "الإرهاب"، حيث وصف التصعيد بأنه "محاولة لتقسيم المنطقة"، في حين استمرت الطائرات الروسية والسورية في قصف مناطق المعارضة.
المعارك تتسارع: حماة وحمص
في 5 ديسمبر 2024، سيطرت فصائل المعارضة على مدينة حماة (وسط) بعد معارك عنيفة، رغم التحشيد الكبير من الجيش السوري. وبعد يومين، تمكنت المعارضة من السيطرة على مدينة حمص، ما قربها أكثر من دمشق، حيث أعلنت الفصائل المعارضة في 7 ديسمبر 2024 عن اقترابها من العاصمة.
دبلوماسية متسارعة
على الصعيد الدبلوماسي، كانت موسكو قد اعتبرت في وقت سابق أن تولي "جماعة إرهابية" حكم سوريا أمر غير مقبول، في حين اجتمع وزراء خارجية دول "أستانا" (روسيا، إيران، تركيا) في الدوحة لبحث تطورات الأوضاع. كذلك، عقد اجتماع بين خمس دول عربية (السعودية، قطر، مصر، الأردن، العراق) ودول أستانا لتسريع المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة بهدف الحفاظ على وحدة سوريا.
المرحلة الأخيرة: دخول دمشق
مع اقتراب الساعات الأخيرة من السابع من ديسمبر، أعلنت فصائل المعارضة دخول دمشق، في حين أفادت مصادر مقربة من حزب الله اللبناني بسحب عناصره من محيط العاصمة وفي حمص إلى لبنان. وفي 8 ديسمبر، أكدت فصائل المعارضة "هروب" بشار الأسد و"بدء عهد جديد" لسوريا. كما أعلن رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي عن استعداده لتسليم المؤسسات إلى القيادة التي يختارها الشعب السوري.
الاحتفالات في دمشق
احتفالات ضخمة عمّت العاصمة دمشق، حيث أطلق السكان الرصاص في الهواء فرحًا، وترافق ذلك مع تكبيرات المساجد وهتافات الزغاريد. واحتفل السوريون بأسقاط تماثيل الرئيس الراحل حافظ الأسد في ساحات دمشق والمحافظات الساحلية، مما يعكس بداية مرحلة جديدة في تاريخ سوريا.