شحنات نقدية من روسيا.. ما وراء تدفق العملة السورية المطبوعة؟

في خطوة تعكس استمرار التعاون المالي بين موسكو ودمشق، كشف مسؤول حكومي عن وصول شحنة جديدة من العملة السورية المطبوعة في روسيا، مع توقعات باستمرار تدفق مزيد من الشحنات مستقبلاً، دون الإفصاح عن حجم المبالغ التي يتم تسليمها.
ويأتي ذلك بعد تأكيد المصرف المركزي السوري، في فبراير الماضي، تلقي الحكومة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، دفعة من الليرة السورية من موسكو، وسط تكهنات حول تأثير هذه الأموال على الاقتصاد المحلي.
وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) قد نشرت بيانًا للمصرف المركزي يؤكد وصول العملة عبر مطار دمشق الدولي، مشيرًا إلى أن الأرقام المتداولة بشأن حجم هذه الشحنات "غير دقيقة"، وداعيًا إلى الاعتماد فقط على البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة.
هذه التطورات تثير تساؤلات حول تداعيات ضخ كميات جديدة من النقد على الاقتصاد السوري، وتأثيرها على معدلات التضخم وسعر الصرف، في ظل استمرار التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
تواجه العلاقات بين دمشق وموسكو مرحلة مفصلية بعد الإطاحة ببشار الأسد وفراره إلى روسيا. وطالبت الحكومة السورية الجديدة موسكو بإعادة الأموال السورية التي يُزعم أن الأسد أودعها في البنوك الروسية، إلا أن الكرملين نفى وجود هذه الأموال.
إلى جانب ذلك، تسعى الإدارة الجديدة إلى إعادة التفاوض حول الديون المستحقة لروسيا، والتي تقدر بين 20 و23 مليار دولار. وتعتبر دمشق أن هذه الديون تراكمت خلال فترة حكم الأسد، وبالتالي تطالب بإلغائها كجزء من إعادة هيكلة العلاقات مع موسكو.
القواعد الروسية في سوريا
تشير التقارير إلى أن القيادة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، لا ترغب في إنهاء الوجود العسكري الروسي بالكامل، لكنها تسعى إلى إعادة التفاوض على عقود إيجار القواعد العسكرية الروسية، التي وُقعت في عهد الأسد. ويبدو أن الهدف هو تقليل النفوذ الروسي مقابل الحصول على دعم دبلوماسي وتعويضات مالية من موسكو.
في المقابل، تؤكد مصادر روسية أن موسكو ليست مستعدة للتخلي عن وجودها العسكري في سوريا، خاصة بعد أن أصبحت القواعد الروسية هناك جزءًا من استراتيجيتها العسكرية في الشرق الأوسط.
مصير الأسد
من بين القضايا التي طُرحت في المحادثات السورية-الروسية، مسألة تسليم بشار الأسد، لكن يبدو أن هذه المسألة لم تكن أولوية في المفاوضات، وعلى الرغم من فرار الأسد إلى روسيا بعد سيطرة الجماعات المسلحة على دمشق، فإن الكرملين نفى تلقي أي طلب رسمي من دمشق لتسليمه، مؤكدًا أنه لا ينوي اتخاذ مثل هذه الخطوة.
تجد موسكو نفسها في موقف معقد؛ فمن جهة، تسعى للحفاظ على نفوذها العسكري والسياسي في سوريا، ومن جهة أخرى، تواجه قيادة سورية جديدة تحاول إعادة صياغة العلاقة بين البلدين، بما يشمل إعادة النظر في الالتزامات المالية والعسكرية.