عمر هاشم: أخلاق النبي ليست مستمدة من الشريعة قبل البعثة بل فطرية

تعتبر أخلاق البيت النبوي قبل بعثة النبي محمد ﷺ كانت قائمة على الفطرة النقية التي يتسم بها الإنسان المسلم الذي نشأ في بيئة طاهرة. فقد نشأ النبي ﷺ في أسرة قريشية نبيلة ومعروفة بالحكمة والكرم، وكان والده عبد الله بن عبد المطلب ووالدته آمنة بنت وهب من أسرة ذات سمعة حسنة في مكة.
وكانت أسرة النبي ﷺ تتحلى بمبادئ الكرامة والشرف. وقد اشتهر جده عبد المطلب بحسن الأخلاق والعدل، وكان له دور مهم في قيادة قريش ومراعاة مصالحهم. كما كانت أمه آمنة بنت وهب من النساء الصالحات، وكانت تعتني بابنها وتحرص على تربيته تربية طيبة وفقاً للأخلاق النبيلة.
من الصفات التي كانت بارزة في النبي محمد ﷺ قبل بعثته، كان صدقه وأمانته. فقد اشتهر بلقب "الصادق الأمين"، مما يعكس الثقة الكبيرة التي كان يحظى بها بين أهل مكة، رغم أنه لم يكن قد بدأ بعد في دعوته الإسلامية.
وإضافة إلى ذلك، كان النبي ﷺ بعيداً عن الأخلاق السيئة مثل الكذب والغش، وقد تجنب الخوض في المجاملات التي تسيء للآخرين أو تضر بالعلاقات الاجتماعية. فالفطرة النقية كانت سائدة في حياته الشخصية وعلاقاته مع الآخرين.
وفي سياق متصل أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن أخلاق البيت النبوي قبل بعثة النبي محمد ﷺ كانت قائمة على الفطرة النقية التي فطر الله الناس عليها.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج “بيوت النبي”، أن الأخلاق التي اتسم بها البيت النبوي قبل بعثة الرسول بالإسلام لم تكن مستمدة من شريعة أو كتاب سماوي في ذلك الوقت، بل كانت فطرية، فالله تعالى خلق الإنسان على فطرة الإيمان، كما قال النبي ﷺ: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه».
وأشار الدكتور أحمد عمر هاشم إلى أن البيت النبوي كان معروفًا بشرفه وأخلاقه الرفيعة، رغم غياب الرسالات السماوية حينها، حيث اشتهرت أسرة النبي ﷺ بالسدانة (خدمة الكعبة)، والرفادة (إطعام الحجيج)، والسقاية (توفير ماء زمزم للحجاج)، مما يعكس القيم الأصيلة التي تربى عليها رسول الله قبل البعثة.
كما استشهد بحوار هرقل مع أبي سفيان، عندما سأل عن نسب النبي ﷺ، فأجابه بأنه من أصل شريف ونسب كريم، مما يدل على أن رسول الله ﷺ جاء من بيت عُرف بالمروءة والشرف قبل أن ينزل عليه الوحي.
وشدد على أن النبي ﷺ لم يكن بحاجة إلى تعديل في أخلاقه بعد البعثة، بل جاء الإسلام ليؤكد ويكمل مكارم الأخلاق التي كانت مزروعة فيه فطريًا، مصداقًا لقوله ﷺ: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق».