إيلون ماسك يسعى لإنقاذ صفقة ستارلينك في إيطاليا

يواجه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك تحديًا جديدًا مع الحكومة الإيطالية، حيث يسعى للقاء الرئيس سيرجيو ماتاريلا لإنقاذ صفقة بقيمة 1.5 مليار دولار بين شركة "ستارلينك" والحكومة الإيطالية، وفقًا لصحيفة فاينانشيال تايمز.
الصفقة، التي تمتد لخمس سنوات، تهدف إلى توفير اتصالات عسكرية آمنة للدبلوماسيين والموظفين المدنيين الإيطاليين العاملين في الخارج. ومع ذلك، فإنها تواجه معارضة سياسية متزايدة وسط التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ماسك كتب عبر منصته "إكس": "سيكون شرفًا لي التحدث مع الرئيس ماتاريلا". جاء ذلك ردًا على مزاعم بأن الرئيس الإيطالي يعيق الصفقة، رغم أنه لم يُدلِ بأي تصريحات علنية بشأنها حتى الآن.
بدائل أوروبية ومنافسة سياسية داخلية
مع تصاعد الجدل حول الاتفاق، بدأت روما تبحث عن بدائل محلية ودولية. أعلن وزير الصناعة الإيطالي أدولفو أورسو عن خطة لتطوير مزود محلي لخدمات الإنترنت الفضائي، بينما أكدت شركة "يوتلسات" الفرنسية البريطانية، المنافسة لـ"ستارلينك"، أنها بدأت محادثات مع الحكومة الإيطالية لتوفير الخدمة.
وأثار هذا التوجه انتقادات من حزب الرابطة اليميني المتطرف، بقيادة نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني، الذي قال إن "من غير المنطقي اختيار كيان فرنسي بدلاً من نظام أمريكي أكثر تطورًا مثل "ستارلينك"". وأكد الحزب ضرورة الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
على الجانب الآخر، سعت أحزاب المعارضة اليسارية إلى تعديل التشريعات لفرض قيود على شراء خدمات الاتصالات من خارج الاتحاد الأوروبي، لكن البرلمان الإيطالي، حيث يتمتع حزب رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني بالأغلبية، رفض التعديلات، مما زاد من حدة النقاش السياسي حول الصفقة.
تأثير التوترات بين واشنطن وبروكسل
يأتي الجدل حول "ستارلينك" في وقت يشهد فيه التحالف بين الولايات المتحدة وأوروبا اضطرابات متزايدة. إذ أدى قرار الإدارة الأمريكية بتعليق المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، إلى دفع أوروبا للبحث عن بدائل لشبكة "ستارلينك"، لضمان استمرارية الدعم اللوجستي لكييف.
وفي هذا السياق، أكدت شركات أوروبية مثل:
SES (لوكسمبورغ)
Hisdesat (إسبانيا)
Viasat/Inmarsat (بريطانيا)
Eutelsat/OneWeb (فرنسا وبريطانيا)
أنها تجري محادثات مع الاتحاد الأوروبي لتوفير حلول اتصال بديلة لأوكرانيا، مما يعكس توجهًا أوسع للاستقلال عن الأنظمة الأمريكية في البنية التحتية الرقمية والاتصالات العسكرية.
هل تصبح صفقة ستارلينك ضحية للصراع السياسي؟
رغم تأكيد رئيسة الوزراء ميلوني أن المحادثات مع "ستارلينك" لا تزال في مراحلها الأولية، فإن التوترات السياسية بين واشنطن وبروكسل قد تؤدي إلى تعطيل الصفقة. ومع تزايد الضغوط السياسية في إيطاليا، قد يجد ماسك نفسه في مواجهة صراع سياسي معقد، يتجاوز مجرد إبرام صفقة تجارية.
في ظل هذه المعطيات السالف ذكرها، يبدو أن مستقبل "ستارلينك" في إيطاليا سيظل مرهونًا بالتوازن بين المصالح الاقتصادية، والضغوط الجيوسياسية، والتحولات في التحالفات الدولية.