محادثات عمان النووية.. اختبار جديد للدبلوماسية بين واشنطن وطهران وسط ترحيب روسي وتحذيرات أمريكية

في خطوة قد تكون محورية لمسار البرنامج النووي الإيراني، من المقرر أن تُعقد محادثات جديدة بين طهران وواشنطن، السبت المقبل، في سلطنة عمان. وبينما أعلنت موسكو دعمها الكامل لهذا المسار، تتضارب التصريحات بين طهران وواشنطن حول طبيعة هذه المحادثات، وما إذا كانت ستُعقد بشكل مباشر أو غير مباشر.
تأييد واضح لأي تسوية سلمية
الكرملين، على لسان المتحدث باسمه دميتري بيسكوف، عبّر عن دعمه الكامل لأي حوار دبلوماسي يخفف من حدة التوتر المرتبط بالبرنامج النووي الإيراني. وأكد أن موسكو ترحب بأي اتصالات مباشرة أو غير مباشرة، معتبرة إياها خطوة إيجابية نحو حل الأزمة بوسائل سلمية، وهو موقف يتسق مع رؤية روسيا التقليدية في دعم قنوات الحوار وتفادي المواجهات العسكرية، خصوصًا في منطقة الخليج التي تُعد ساحة متداخلة للمصالح الروسية.
حديث عن محادثات مباشرة وتحذير من التصعيد
الرئيس الأميركي دونالد ترمب فاجأ الجميع بإعلانه أن بلاده على وشك بدء محادثات مباشرة مع إيران، مشددًا على أن فشل هذه المحادثات قد يضع طهران "في خطر كبير". لكن هذا الطرح لم يلقَ تأكيدًا من الجانب الإيراني، الذي لا يزال يعتبر اللقاء غير مباشر، وهو ما يعكس فجوة في التفاهم أو محاولة متبادلة لتشكيل الرأي العام مسبقًا قبل بدء المفاوضات.
تصريحات ترمب جاءت في وقت حساس، خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما يسلط الضوء على البعد الإقليمي للمسألة، وتحديدًا على العلاقة بين البرنامج النووي الإيراني وموقف إسرائيل المتشدد من أي تقدم نووي لطهران.
تمسك بالحوار المشروط ورفض للإملاءات
في المقابل، أبدت إيران موقفًا مرنًا من حيث قبول مبدأ التفاوض، لكنها شددت على أن ذلك لن يتم بأي ثمن، ورفضت أي ضغوط أميركية تفرض شروطًا مسبقة. الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان أكد أن بلاده لا تسعى للقنبلة النووية، وإنما للحوار البناء، مشيرًا إلى أن الموقف الإيراني مدعوم بفتوى دينية من المرشد الأعلى علي خامنئي، تحرّم امتلاك السلاح النووي.
في السياق نفسه، جدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي موقف بلاده الرافض للمفاوضات المباشرة تحت التهديد، لكنه وافق على المشاركة في محادثات السبت في سلطنة عمان. وستُعقد الجلسات بإشراف وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الذي يلعب دور الوسيط بين الطرفين.