اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
«اتحاد العالم الإسلامي» يسأل و«خبراء» يجيبون: « كيف نصنع تراثاً؟»| صور الرئيس الصيني: الرسوم الجمركية حرب تجارية لا فائز فيها مصر جاءت ثم جاء التاريخ.. «قبة الغوري» شاهدة على إحياء «التراث المعماري في 2025» أكثر من 400 قتيل ونزوح 60 ألف أسرة في المعارك الأخيرة بدارفور الصين تؤكد رفضها القاطع لأعمال القرصنة الحوثية بالبحر الأحمر أبو الغيط : صعود اليمن المتطرف في إسرائيل ضيع فرص السلام أوروبا تعلن عن مساعدات ضخمة للسلطة الفلسطينية «إحدى حلقات مسلسل حربه على الإعلام.. ترامب يتوعد شبكة شهيرة بـ«ثمن باهظ» قنوات خلفية ومحادثات غير معلنة.. هل يُمهِّد لقاء مبعوث ترامب وبوتين لتسوية محتملة في أوكرانيا؟ في ختام ” مستقبل التراث.. رؤى وتحديات”: الحفاظ على التراث يعزز الانتماء اتجاه الوطن كتيبات الطوارئ تنتشر في أوروبا.. استعدادات متزايدة لمواجهة محتملة مع روسيا وسط شكوك شعبية المحادثات الأمريكية الإيرانية.. روما تستضيف الجولة المقبلة

محادثات عمان النووية.. اختبار جديد للدبلوماسية بين واشنطن وطهران وسط ترحيب روسي وتحذيرات أمريكية

محادثات عمان النووية
محادثات عمان النووية


في خطوة قد تكون محورية لمسار البرنامج النووي الإيراني، من المقرر أن تُعقد محادثات جديدة بين طهران وواشنطن، السبت المقبل، في سلطنة عمان. وبينما أعلنت موسكو دعمها الكامل لهذا المسار، تتضارب التصريحات بين طهران وواشنطن حول طبيعة هذه المحادثات، وما إذا كانت ستُعقد بشكل مباشر أو غير مباشر.

تأييد واضح لأي تسوية سلمية


الكرملين، على لسان المتحدث باسمه دميتري بيسكوف، عبّر عن دعمه الكامل لأي حوار دبلوماسي يخفف من حدة التوتر المرتبط بالبرنامج النووي الإيراني. وأكد أن موسكو ترحب بأي اتصالات مباشرة أو غير مباشرة، معتبرة إياها خطوة إيجابية نحو حل الأزمة بوسائل سلمية، وهو موقف يتسق مع رؤية روسيا التقليدية في دعم قنوات الحوار وتفادي المواجهات العسكرية، خصوصًا في منطقة الخليج التي تُعد ساحة متداخلة للمصالح الروسية.
حديث عن محادثات مباشرة وتحذير من التصعيد
الرئيس الأميركي دونالد ترمب فاجأ الجميع بإعلانه أن بلاده على وشك بدء محادثات مباشرة مع إيران، مشددًا على أن فشل هذه المحادثات قد يضع طهران "في خطر كبير". لكن هذا الطرح لم يلقَ تأكيدًا من الجانب الإيراني، الذي لا يزال يعتبر اللقاء غير مباشر، وهو ما يعكس فجوة في التفاهم أو محاولة متبادلة لتشكيل الرأي العام مسبقًا قبل بدء المفاوضات.
تصريحات ترمب جاءت في وقت حساس، خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما يسلط الضوء على البعد الإقليمي للمسألة، وتحديدًا على العلاقة بين البرنامج النووي الإيراني وموقف إسرائيل المتشدد من أي تقدم نووي لطهران.


تمسك بالحوار المشروط ورفض للإملاءات

في المقابل، أبدت إيران موقفًا مرنًا من حيث قبول مبدأ التفاوض، لكنها شددت على أن ذلك لن يتم بأي ثمن، ورفضت أي ضغوط أميركية تفرض شروطًا مسبقة. الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان أكد أن بلاده لا تسعى للقنبلة النووية، وإنما للحوار البناء، مشيرًا إلى أن الموقف الإيراني مدعوم بفتوى دينية من المرشد الأعلى علي خامنئي، تحرّم امتلاك السلاح النووي.
في السياق نفسه، جدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي موقف بلاده الرافض للمفاوضات المباشرة تحت التهديد، لكنه وافق على المشاركة في محادثات السبت في سلطنة عمان. وستُعقد الجلسات بإشراف وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الذي يلعب دور الوسيط بين الطرفين.

محادثات بين الشكوك والفرص

وسط تضارب التصريحات، يبدو المشهد محفوفًا بالتحديات. من جهة، ثمة ترحيب دولي (كما في الموقف الروسي) بأي تحرك نحو التهدئة. ومن جهة أخرى، هناك تصعيد في اللهجة الأميركية، وتصلب إيراني في ما يخص شروط التفاوض.
ورغم الغموض الذي يكتنف ما إذا كانت المحادثات مباشرة أم لا، فإن عُمان، التي لطالما لعبت دورًا محايدًا في تقريب وجهات النظر، قد تكون الأرضية الأنسب لتحقيق اختراق دبلوماسي. ومع وجود ملفات معقدة كالتحكم في التخصيب، والعقوبات الاقتصادية، ومستقبل النشاط النووي السلمي، تبقى فرص النجاح مرتبطة بمرونة الطرفين وتوازن الطموحات مع الواقعية السياسية.
تشكل محادثات عمان اختبارًا دقيقًا للنوايا السياسية، وفرصة محتملة لكسر الجمود الذي طبع العلاقات الأميركية الإيرانية مؤخرًا. وإذا ما نجحت هذه الجولة، فقد تفتح الباب أمام اتفاق مرحلي أو إطار تفاهم جديد يعيد الاستقرار إلى واحدة من أكثر مناطق العالم توترًا. ومع ذلك، فإن الفشل قد يعيد الأمور إلى مربع التصعيد، خاصة مع تلميحات ترمب بإمكانية اللجوء إلى القوة.