دور إسلام النجاشي في دخول الإسلام بإثيوبيا
يُعد إسلام النجاشي، ملك الحبشة، من الأحداث المهمة في تاريخ الإسلام، لما له من أثرٍ كبيرٍ على المسلمين في تلك الفترة، واسمه "أصحمة بن أبجر". كان ملكًا عادلًا وحكيمًا، اشتهر بحسن خلقه وكرمه.
في السنة الخامسة للدعوة الإسلامية، أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى الحبشة هربًا من أذى قريش. وكان ذلك لِما عُرف عن النجاشي من عدلٍ وكرمٍ وحمايةٍ للمظلومين، اختلف العلماء في توقيت إسلام النجاشي، لكن أغلبهم يرجّح أنه أسلم قبل هجرة المسلمين إليه.
أدلة إسلامه:
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عليه صلاة الغائب: حيث لم يُصلّ النبي على أحدٍ من غير المسلمين صلاة الغائب سواه، مما يدل على إيمانه بكونه مسلمًا.
رواية ابن كثير: روى ابن كثير في "البداية والنهاية" قصة إسلام النجاشي، وذكر فيها أنه أسلم وصدّق بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان قد أخفى إيمانه عن قومه.
شهادة جعفر بن أبي طالب: عندما هاجر المسلمون إلى الحبشة، سألهم النجاشي عن إيمانهم، فأجابه جعفر بن أبي طالب بما يدل على إيمانهم، فقال النجاشي: "مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي بشَّرَ به عيسى، امكثوا في أرضي ما شئتم".
كان النجاشي ملكًا على الحبشة، وكان معظم قومه من النصارى، فخاف من ردة فعلهم لو أعلن إسلامه، وأراد النجاشي أن ينشر الإسلام بين قومه بطريقة تدريجية دون إثارة الفتنة،
غضبت قريش من هجرة المسلمين إلى الحبشة: لأنهم شعروا بأن المسلمين يهربون من نفوذهم، وأرسلت قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة إلى النجاشي يطلبان منه تسليم المسلمين: لكن النجاشي رفض طلبهم.
وتعد قرية النجاشى أشهر مزار دينى إسلامى فى كل إثيوبيا وشرق إفريقيا وهى أول مكان فى إفريقيا دخل فيه الإسلام و يتدفق مئات الآلاف من الزوار المسلمين عليه سنويا خاصة فى المناسبات الدينية الإسلامية إذ تزور أعداد كبيرة القرية فى شهر رمضان المعظم حيث يقوم الأغنياء من مسلمى إثيوبيا بتوزيع صدقات الأموال وإطعام الفقراء والمساكين الذين يتوافدون إلى مسجد النجاشى للتبرك بالصحابة المدفونين داخله وحوله وفى شهر محرم يزور المسجد أتباع الطرق الصوفية للاحتفال بما يسمى بـ «حولية النجاشى» ويتبرك الزوار بالبئر الموجودة بجانب المسجد والتى حفرها المهاجرون المسلمون ويطلق الأثيوبيون عليها اسم «ماء زمزم».
وتؤكد المخطوطات أن حكم النجاشى وأسرته استمر لفترة 320 عاماً ساد فيها العدل، وكان للنجاشى ثلاثة أبناء هم: اريحا، وعبدالله، وأبو نيرز الذى أصبح مولى للأمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه .
ولما توفى النجاشى أرسل أهل الحبشة وفداً منهم إلى أبو نيرز، وهو مع على ليتوجه ملكاً، فقال: ما كنت لأطلب الملك بعد أن منّ الله عليّ بالإسلام.
ويمثل المسلمون فى إقليم تيجراى 15% من إجمالى سكان الإقليم. وتؤكد الروايات التاريخية أن الحبشة استقبلت 83 صحابياً و19 صحابية عبر هجرتين.
ورغم أن معظم الصحابة عادوا إلى مكة بعد فتحها وانتصار الإسلام وانتشاره فى الأرض خاصة وأن الملك النجاشى نفسه توفى العام التاسع للهجرة إلا أن من تبقى من الصحابة على أراضى الحبشة كما كان العرب يسمونها ومملكة أكسوم كما أطلق عليها الإثيوبيون نشروا الإسلام فى المناطق التى عاشوا بها هناك كما أن بعض القبائل العربية المسلمة هاجرت إلى إثيوبيا بعد تمدد الإسلام وتوسعه فى العالم القديم فأعتنق الكثير من الإثيوبيين الإسلام وعاشوا فى تسامح مع بقية الإثيوبيين ومعظمهم من المسيحيين ونشأت إمارات إسلامية متعددة على أراضى إثيوبيا خاصة فى فترات تفككها وضعفها ومنها إمارات شرخا، إمارة، شوا، هدية، دارة، أبدينى، دوارو.
ويعد الإسلام الديانة الثانية فى إثيوبيا حاليا حيث تقول السلطات أن عدد المسلمين يبلغ حوالى 35% من سكان البلاد بينما يقول زعماء الطوائف المسلمة الإثيوبية إن تعداد المسلمين ييراوح بين 50% و60% من إجمالى عدد السكان الذى يقترب من 110 ملايين نسمة ويشكل الأغلبية فى بعض الإقاليم الأساسية مثل الأورومو والصوماليين الأوجادين والعفر