الشيخ الخامس والعشرين للأزهر الشريف.. الإمام حسونة النواوي
تحفل مسيرة الشيخ حسونة النواوي شيخ الأزهر الخامس والعشرين بالعديد والعديد من الإنجازات والمواقف البارزة في تاريخ المؤسسة الدينية العريقة.
وتعود نشأة الشيخ حسونة بن عبد الله النواوي الحنفي إلى قرية نواي بمحافظة أسيوط، حيث ولد فيها في عام 1839.
وتلقى الشيخ النواوي علومه في الأزهر الشريف على يد كبار علمائه، ومنهم الشيخ محمد الأنبابي والشيخ عبد الرحمن البحراوي والشيخ محمد المهدي العباسي، وتميز الشيخ حسونة بنبوغه وذكائه، فحصل على شهادة العالمية من الأزهر.
قبل أن يصبح الشيخ النواوي هو الشيخ الخامس والعشرين للأزهر الشريف، تولى منصب وكيل الأزهر عام 1894، وفي العام التالي عُيّن شيخًا للأزهر للمرة الأولى عام 1895، وشغل منصب مفتي الديار المصرية في نفس الوقت، وجاء ذلك بعد أن قدم فضيلة الشيخ الأنبابي استقالته من مشيخة الأزهر لظروفه الصحية فأصدر الخديو عباس حلمي الثاني في عام 1895م قرارًا بتعيينه شيخًا للجامع الأزهر.
وبسبب معارضة الشيخ النوواي ندب قاضيين من مستشاري محكمة الاستئناف الأهلية ليشاركا قضاة المحكمة الشرعية في الحكم، قرر الخديو عزله في يونيو 1899 وكانت وجهة نظر الشيخ حسونة النواوي أن يظل القضاء الشرعي مستقلًّا بأحكامه دون تأثر بمدارس قانونيَّة أخرى.
وأسس الشيخ حسونة النواوي أول مجلس لإدارة الأزهر وأول مجلس أعلى للأزهر، بالإضافة إلى تأسيس الرواق العباسي والمكتبة الأزهرية.
وكان الشيخ الخامس والعشرين للأزهر الشريف هو صاحب فكرة إلحاق التعليم الديني في المساجد الكبرى بالأزهر، وأصدر القوانين الأولى لتطوير وإصلاح نظم التعليم بالأزهر والمساجد الكبرى الملحقة به.
وشغل الشيخ النواوي منصب الإفتاء مرة أخرى بعد وفاة الشيخ محمد المهدي العباسي عام 1897، وأعيد إلى منصب شيخ الأزهر مرة ثانية عام 1907 وظلَّ يشغل المنصب حتى استقال منه عام 1920.
وتوفى الشيخ حسونة النواوي عام 1925، تاركًا إرثًا علميًا وفكريًا غنيًا.